تسبب تأجيل وزارة الثقافة والإعلام لمؤتمر الأدباء السعوديين في نسخته الرابعة، لتعارض توقيته مع المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية"، في تعارض الموعد الجديد الذي حددته الوزارة لانعقاد المؤتمر خلال الفترة من 27 إلى 29 جمادى الآخرة مع الموعد المعلن مسبقا لمهرجان قس بن ساعدة بنجران في الفترة من 25 وإلى 28 من الشهر نفسه، ومع موعد الملتقى التنسيقي للجامعات والمؤسسات المعنية باللغة العربية الذي ينظمه مركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية. وقال مدير المركز الدكتور عبدالله الوشمي لـ"الوطن": إن التنسيق بين الأنشطة الثقافية الكبرى يمثل مطلبا مهما. غير أنه قلل من أمر التداخل والتعارض ذاهبا إلى أن هناك جهات خارجية أيضا تنظم مؤتمرات مشابهة حول اللغة والثقافة في الوقت نفسه، مؤكدا أن المملكة قارة ضخمة، وقال: نثق بأن زملاءنا في الإعلام يتولون متابعة هذه الفعاليات بالشكل الذي يكفل للجميع متابعتها.

من جانبه أكد رئيس نادي نجران الأدبي سعيد آل مرضمة أن تزامن موعد مؤتمر الأدباء لن يؤثر في سير مهرجان "قس بن ساعدة" كون افتتاحه سيسبق مؤتمر الأدباء بيومين.

فيما قال الشاعر محمد زايد الألمعي: من حيث المبدأ، لا أرى أي تعارض يوجب التنسيق بين الأجندتين، وليكن التعارض في التوقيت مكرسا لما ندعو إليه دائما، باستقلالية الأندية الأدبية وعدم تبعيتها للوزارة فنيا أو إداريا، وهذا ما أكده الوزير، إثر مهرجان تبوك وتداعياته، مضيفا أن للوزارة أجندتها الأوسع، ورؤيتها وإذا كان على جانب أن ينسق لوقت يمكن الأدباء من حضور المؤتمر، فهو جانب الوزارة حيث إن موعد المؤتمر قد أجل من قبل، أما مهرجان قس بن ساعدة فهو مقرر في أجندة نادي نجران من قبل إقرار موعد المؤتمر، مشيرا إلى أن الوزارة تعقد مؤتمرا عن الأدب السعودي يستمع إلى فعالياته وأوراقه ومحاضريه الأدباء، لذا لا فرق بين تفاصيل فعالياته وفعاليات ملتقى نجران سوى في الحجم والمكان، ولو كان مؤتمرا للأدباء وليس للأدب لأمكن النصح بالتنسيق بين الفعاليتين.. ليتسنى للأدباء مناقشة همومهم التنظيمية.

وطالب الشاعر إبراهيم طالع الألمعي وزارة الثقافة والإعلام بتأجيل مؤتمر الأدباء كونه غير مجد ولا يقاس أثره بمهرجان قس بن ساعدة، مضيفا أن مهرجان قس بن ساعدة لن يكرر ما قاله وفعله العام الماضي.

واعتبر الشاعر أحمد السيد عطيف ما يحدث غير معقول ولا مقبول، على حد قوله، مضيفا أن ملتقى مركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية هو ملتقى جامعات ومؤسسات، أي أنه ذو سمة خاصة، ومع ذلك كان من الأفضل التنسيق لعدم تضارب المواعيد، فالمركز دعا رؤساء الأندية الأدبية لحضور الملتقى. وأردف، أما مهرجان قس بن ساعدة ومؤتمر الأدباء فهناك طرف يتحمل المسؤولية، إما في الوزارة وإما في نجران وأحمل شخصيا المسؤولية على من حدد موعده بعد الآخر. ووصف السيد ذلك بأنه مؤشر على غياب التنسيق وغياب الانسجام بين العاملين في المركز والعاملين في الأطراف. وقال السيد، آمل أن تنفذ الوزارة مؤتمر الأدباء في موعده وينفذ الزملاء في نجران مهرجان قس بن ساعدة في موعده لنعيش تجربة طريفة بما يكفي لضرورة تلافيها مستقبلا.

وقال الشاعر غرم الله الصقاعي: أعتقد جازما بأن الوزارة عندما حددت الموعد لم تنظر إلى المؤسسات الأخرى وارتباطاتها وبرامجها ومنها الأندية الأدبية، فكيف يتم تحديد موعد لاجتماع الأدباء بينما ناد أدبي ينظم مهرجانه السنوي والذي بالتأكيد قد أعد له بالتنظيم والدعوات للضيوف وتأمين حجوزاتهم ومشاركاتهم معه، إلى جانب تعارضه مع ملتقى اللغة العربية الذي يقام في نفس الفترة.

وأضاف الصقاعي، أملنا كبير في وزيرنا الأديب بأن يؤجل مؤتمر الأدباء إلى وقت آخر ليتسنى للجميع المشاركة في مهرجان قس بن ساعدة وملتقى اللغة العربية، خصوصا وأن هناك من الأدباء من لديه أوراق يشارك بها في أحد الملتقيين.

وطالب الصقاعي بتحديد برنامج زمني محدد ومعلن للفعاليات والمناسبات تلتزم به المؤسسات الثقافية لجميع برامجها، قائلا: ليت وزارتنا تكون السباقة لذلك بإعلان برامجها من بداية العام،

كما أن تأجيل الوزارة للمؤتمر لوقت آخر يعد مؤشرا على اهتمام الوزارة بنجاح الأندية في أداء دورها كون هذه المهرجانات تشكل حراكا إيجابيا لخدمة الثقافة في بلادنا وتقدم الأندية من خلالها دورها الاجتماعي بإشراك كل المؤسسات الحكومية والأهلية في العمل.

"الأدب السعودي وتفاعلاته"


يعقد مؤتمر الأدباء السعوديين الرابع تحت عنوان الأدب السعودي وتفاعلاته، ويتناول ثلاثة محاور فرعية حيث يناقش المحور الأول الأدب السعودي والتقنية ويتناول الأدب التفاعلي وإشكالية والمفهوم وآفاق الإبداع، تجليات الأدب التفاعلي ودور وسائط التقنية في إنتاج النص وتلقيه.

يشتمل المحور الثاني على جملة من الموضوعات التي تتضمن تمثيلات الآخر في الأدب، الآخر في الدراسات الأدبية والنقدية، ترجمة الإبداع السعودي، بينما يناقش المحور الثالث الأدب السعودي والفنون حيث يتطرق إلى الأدب والمسرح، الأدب والسينما، الأدب والفن التشكيلي، الأدب والتصوير الفوتوجرافي والأدب وفن الكاريكاتير.

يتضمن المؤتمر عددا من الأنشطة منها ندوة متخصصة في المدونات، ورشة للإبداع الرقمي، شهادات وتجارب، أمسية شعرية وأمسية قصصية ويعتبر المؤتمر فرصة أمام الباحثين والأدباء لدراسة واقع الأدب.