وجَّه سياسيون عراقيون انتقادات لاذعة لرئيس الحكومة نوري المالكي وطالبوا باستدعائه أمام البرلمان لمساءلته عن أسباب التراجع الأمني الواضح الذي تشهده العاصمة بغداد وسائر المدن والمحافظات العراقية. وعلى خلفية الانفجارات التي وقعت أمس في عدة مدن عراقية طالبت أوساط برلمانية وسياسية مجلس النواب بتفعيل طلب استدعاء المالكي أمام البرلمان للوقوف على الحقيقة وتدهور الوضع الأمني وافتقاد الاستقرار رغم الإجراءات المشددة. وقال عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية حامد المطلك "تتطلب الأوضاع الحالية موقفاً موحداً من قبل الكتل النيابية لاستدعاء المالكي أمام البرلمان لعرض الحقائق أمام الشعب الذي يدفع حياته ثمناً لسوء إدارة الملف الأمني". كما حمَّل القيادي في القائمة العراقية النائب أحمد المساري المالكي مسؤولية الأحداث الأخيرة، وقال "رئيس الوزراء منشغل بالحملة الدعائية لقائمته، كما رفض الاستجابة لطلب الاستدعاء في المرات السابقة، وهدَّد بأنه سيكشف ملفات خطيرة ضد شركائه السياسيين الذين اتهمهم بالارتباط بجماعات مسلحة". وطالب المساري بعقد جلسة استثنائية لمجلس النواب لبحث الملف الأمني. أما القيادي في الحزب الإسلامي رشيد العزاوي فرجَّح تكرار حوادث التفجير لاعتماد وسائل وصفها بالمتخلفة في حفظ الأمن، وقال "منذ سنوات لم تستطع الأجهزة المعنية رغم المبالغ الطائلة التي أنفقت عليها أن تفرض سيطرتها وتحقِّق إنجازات على صعيد العمل الاستخباري، فلجأت إلى أساليب متخلفة لا تسمن ولا تغني من جوع".

وكانت العاصمة بغداد ومدن عراقية أخرى قد شهدت صباح أمس سلسلة من الانفجارات (20 سيارة مفخخة و3 عبوات ناسفة) خلفت مئات القتلى والجرحى بين صفوف المدنيين في عدد من المحافظات، في وقت تشهد فيه البلاد تطبيق خطة أمنية وإجراءات مشدَّدة استعدادا لخوض الانتخابات المحلية في العشرين من الشهر الجاري. وطبقا لمصادر في الشرطة انفجرت 6 سيارات ملغمة في بغداد في مناطق الشرطة الرابعة، والكمالية، والبلديات، والمعالف، وحي الكرادة، وساحة عباس ابن فرناس القريبة من المطار. وقال مستشار وزارة النقل كريم النوري إن 11 شخصاً قتلوا وأصيب 56 آخرون بجروح جراء انفجار سيارة مفخخة في ساحة فارغة لتجمع المسافرين قرب المطار. وفي قضاء طوز خرماتو شمال بغداد وقعت 3 هجمات بسيارات مفخَّخة مما أدى إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة 60 آخرين بجروح، حسبما أكدت مصادر أمنية وطبية. كما قتل 5 أشخاص بينهم شرطي وأصيب 26 آخرون في 4 اعتداءات بسيارات مفخَّخة في كركوك، حسبما أعلن مدير عام الصحة صديق عمر رسول. كما قتل العقيد في الشرطة حامد العتيبي في انفجار عبوة لاصقة بسيارته الخاصة في بهرز جنوب بعقوبة. كما أصيب 9 أشخاص بينهم أربعة من الشرطة في انفجار عبوتين ناسفتين في حي المفرق وسط مركز المحافظة. وفي محافظة بابل جنوب بغداد، أصيب 17 شخصاً بجروح بينهم 3 من عناصر الشرطة في انفجار شاحنة صغيرة في قضاء المسيب. كما أعلنت حالة الطوارئ في المحافظة بعد ورود معلومات استخبارية تفيد بوجود مخطط لجماعات مسلحة لاستهداف المراكز الانتخابية.