اعتبرت المعارضة السورية إرسال الولايات المتحدة أفراداً من الجيش إلى الأردن بمثابة "رسالة لبشار الأسد، الذي هدد أول من أمس بأن تبلغ نيران الأزمة في بلاده الأردن. وقال المتحدث باسم المعارضة في أوروبا بسام جعارة لـ"الوطن"، إن وصول 200 جندي أميركي للأردن يمثل رسالةً خالصةً للأسد، مفادها بأنه "ستُقطع يدك لو امتدت للأردن". وقال جعارة "العبرة ليست في عدد القوة العسكرية الأميركية التي وصلت الأردن، لكنها في الرسالة التي حوتها ضمنيا.. الولايات المتحدة أرادت إرسال رسالة واضحة وقوة للأسد، ويفترض أنه فهمها".

وفي المقابل، قال الخبير والباحث السياسي الدكتور عبدالله بن هاجس الشمري لـ"الوطن"، إن الأسد "أراد عبر ظهوره التلفزيوني أول من أمس أن يعطي رسائل تُشير إلى أنه ما زال يعيش حالة صمود، وأنه بات يأخذ حصانة تدريجية، مستفيداً من الظروف الدولية، فيما لا يزال يراهن ليس على مواقف روسيا وإيران والصين، بل وعلى الموقفين الأميركي والأوروبي المترددين.

وعدّ الشمري أن الأسد من الناحية الإقليمية، يستفيد من علاقاته الاستراتيجية مع إيران، وكذلك مع حليفتها العراق، وأنه مازال يتلقى دعما قويا من حزب الله اللبناني، في وقت استفادت دمشق بشكلٍ غير مباشر من ضعف التنسيق بين دول أصدقاء الشعب السوري. وعلى المستوى المحلي في سورية، قال الشمري "محلياً استفاد الأسد من تخبط المعارضة، خاصة أحمد معاذ الخطيب، الذي أصبح يكيل الاتهامات هنا وهناك، ضمناً وعلناً ضد من يصفهم بـ"الإرهابيين والتكفيريين"، وكذلك وجود معارضين مثل ميشيل كيلو وهيثم مناع، اللذين لا يختلفان في محتوى خطابهما السياسي عنه".

واعتبر الشمري إعلان جبهة النصرة بالولاء لتنظيم القاعدة، بمثابة "هدية من السماء للرئيس السوري ليثبت للعالم أنه يحارب القاعدة". وأضاف "ما لم تعد الدول الداعمة للمعارضة دراسة مواقفها وتزيد من تنسيقها فإن الأسد سيصمد حتى إشعارٍ آخر".