تتأهب مجموعة من أبناء محافظة كركوك تضم مثقفين وأكاديميين، لتقديم ملف متكامل بالصور ومقاطع الفيديو، تظهر بشاعة المذبحة التي جرت بساحة الاعتصام، تمهيدا لملاحقة رئيس الوزراء نوري المالكي، قضائيا عبر محكمة الجنايات الدولية. ويرى الزعيم العشائري البارز وأحد قادة الحراك الشعبي العراقي في ساحة الاعتصام بكركوك الشيخ سعدون فندي العبيدي، أن المالكي فاقد للشرعية. وقال: "المالكي بالنسبة لنا فقد شرعيته قبل أحداث الحويجة، وذلك لعمالته لإيران وتلقيه المساعدات علانية من هناك". ووجه إليه رسالة مفادها "لقد بلغ السيل الزبا"، في وقت ناشد الدول الخليجية والعربية المؤثرة لمساعدة العراق للخروج من هذا الوضع الحرج عن طريق الدبلوماسية وممارسة الضغط على المجتمع الدولي. وأعلن العبيدي عن استعدادهم لبدء معركة لتطهير الحويجة من قوات سوات المحسوبة على المالكي، قائلا: إن المعركة ستنطلق اليوم على الأرجح. وأضاف في اتصال هاتفي مع "الوطن" من كركوك: إن يوم أمس اتسم بالتهدئة لتسهيل مهمة تشييع جثامين الشهداء الذين سقطوا في ساحة الاعتصام بقضاء المحافظة، فيما سيبدأ اليوم العمل بما توصلت إليه خلية الأزمة من قرارات وصفها بـ"الحاسمة" و"المصيرية". وحذر الجيش العراقي من مساندة قوات سوات في المعارك التي ستخوضها عشائر المحافظة ضدهم. وقال: "إذا اشترك الجيش العراقي مع سوات سيكون مصيرهم واحدا"، في لغة تصعيدية تعكس حالة الاحتقان التي تعيشها كركوك منذ الهجوم الذي نفذه الجيش العراقي ضد المعتصمين. مؤكدا أنهم يملكون معلومات تفيد أن الهجوم على ساحة المعتصمين جاء بأوامر مباشرة من المالكي نفسه. وقال "ما تعرض له المعتصمون في الساحات من اعتداءات ما هو إلا مخطط إيراني نفذه المالكي وأعوانه". وقال "سيتم تطهير حويجة كركوك من قوات سوات. وعلى الجيش العراقي أن ينأى بنفسه عن الاصطفاف خلفها".

وكان الآلاف من أهالي محافظة كركوك قد شيعوا أمس، جثامين 44 من ضحايا المذبحة، وسط إجراءات أمنية مشددة، وأعلن المشيعون رفضهم الحوار مع اللجان التي شكلها مجلس الوزراء، مرددين شعارات تندد بالمالكي. وقال رئيس المجموعة العربية في مجلس المحافظة عبدالله العاصي: "نريد القصاص العادل من قتلة أبنائنا ولا نريد أية لجنة ولن نقبل بأي تعويض ونعلن نحن نواب كركوك مقاطعتنا لجلسات مجلس النواب".

وفي ناحية سليمان بيك شرق تكريت مركز محافظة صلاح الدين، اندلعت اشتباكات بين مسلحين وقوات أمنية، شاركت فيها طائرات مروحية.