التهاب الكبد.. مرض يشكل خطرا كبيرا على صحة الإنسان، نظرا لوظائف الكبد التي لا يمكن الاستغناء عنها، والخطر الأكبر هو التأخر في اكتشاف المرض مما قد يؤدي إلى تليف مزمن في خلايا الكبد.

ومن هنا يجب معرفة خصائص الكبد وأنواع الالتهاب التي تصيبه ومسبباته.

ولتشخيص المرض مبكرا يقول أخصائي الباطنية الدكتور حسن هاشم: إن الكبد نعمة عظيمة من الله - عز وجل - تجب المحافظة عليه لكثرة الوظائف التي يقوم بها وهي: أنه مخزن الجلوكوز "السكر" اللازم للطاقة، ومخزن للحديد والفيتامينات والأملاح المعدنية، ومصنع البروتينات اللازمة لبناء الجسم، والمحافظة على حيويته ونموه وتطوره ومصنع العصارة الكبدية اللازمة لهضم الطعام "الدهون" في الأمعاء، ويقتل الجراثيم التي بها، ويزيل سمية الأطعمة والأدوية ويحلل المركبات المعقدة. وبين الدكتور حسن، أن أنواع التهاب الكبد ومسبباته كثيرة ومتعددة مثل، التهاب الكبد الوبائي "A" وهو معدٍ ينتقل من خلال الماء والطعام الملوث وفضلات المريض المصاب بالفيروس، وتبلغ فترة حضانة الفيروس في جسم الإنسان 30 يوما.

والتهاب الكبد الوبائي"B" وهو ينتقل عن طريق نقل الدم والحقن الملوثة بالفيروس "B" والمعاشرة الجنسية مع شخص مصاب، وتبلغ فترة الحضانة للمرض 60 يوما.

والتهاب الكبد الوبائي "C" وهو أخطر أنواع الالتهاب الكبدي، وينتقل غالبا عند نقل الدم الملوث والحقن الملوثة بالفيروس، وكذلك ينتقل عن طريق العلاقات الجنسية المحرمة ويأخذ فترة طويلة في العلاج، وتستخدم فيه أدوية مكلفة، وفترة الحضانة للفيروس 50 يوما. والتهاب الكبد الوبائي "D" وهو يشبه التهاب الكبد "B" من حيث انتقال العدوى وأسبابه، وفترة حضانة المرض تتراوح ما بين 35 ـ 40 يوما.

والتهاب الكبد الوبائي "E" يشبه التهاب الكبد الوبائي "A" في كل من انتقال العدوى وأسبابه، وفترة حضانة المرض 42 يوما. والتهاب الكبد الوبائي "G" وهو فيروس مكتشف حديثا وله علاقة بالتهاب الكبد الوبائي "C" وقد يحمل المريض كلا النوعين من الفيروس "C" و"G" وينتقل من الأم المصابة إلى طفلها أثناء الولادة.

وأوضح الدكتور هاشم، أن الأعراض والعلامات المتعلقة بالتهابات الكبد الوبائي هي: الإحساس بالإرهاق والتعب، وفقدان الشهية والوزن، وتغير لون البول للون الغامق، وألم البطن في الربع العلوي الأيمن من البطن، وانتفاخ البطن والألم عند الضغط عليها، والقيء والغثيان، واصفرار بياض العين والأغشية المخاطية، وحكة الجلد في الأطراف العلوية والسفلية غالبا، وارتفاع درجة الحرارة، وزيادة حجم الثدي عند الذكور، وتورم الأطراف السفلية، والإسهال "تغير لون البراز للون الرمادي".. شائع عند الإصابة بالفيروس "A"، وألم المفاصل وأسفل الظهر.. شائع عند الإصابة بالفيروس "B"، وتراكم السوائل في البطن غالبا عند الإصابة بالفيروس "C". وأوضح أنه قد لا تظهر الأعراض والعلامات عند بعض المرضى في حالة الإصابة بالفيروس "B أو C"، مما قد يؤدي للفشل الكبدي وتليفه، وبعدها تظهر الأعراض والعلامات التي يصعب علاجها، ويستمر لفترة طويلة. وأَضاف أن التشخيص يعتمد بشكل أساسي على التحاليل المخبرية فهي تختلف باختلاف الفيروس المتوقع الإصابة به، بالإضافة إلى الفحص السريري ومتابع الأعراض والعلامات. وشدد على أن كل فيروس له علاج محدد مثل التهاب الكبد الوبائي "A" والذي يلزم المريض الراحة البدنية ومنع الأطعمة الدهنية والحد من الأدوية التي يتم تحليلها في الكبد لتقليل العبء الواقع عليه، وإعطاء المريض السكريات والأطعمة الخفيفة مثل الشوربات الخالية من الدهون واللحوم. أما علاج التهاب الكبد الوبائي "B وC وD" فيكون بإعطاء المريض مضادات الالتهاب والفيروسات مثل الإنترفيرون والريبا فرين، وأيضا اتباع النصائح المذكورة لعلاج المصاب بفيروس "A". وأكد الدكتور حسن هاشم، أن الوقاية خير من العلاج، وأشار إلى عدة نقاط يفضل الالتزام بها لتقليل احتمالات الإصابة بالمرض ومنها، التقليل من السفر للدول التي تشتهر بانتشار الفيروس بها، والامتناع عن العلاقات الجنسية المحرمة، وعدم تناول الأطعمة الملوثة، وعدم شرب الكحوليات، وحفظ الأدوية بعيدا عن متناول الأطفال، وعدم تناول الأدوية دون وصفة طبية، وعدم استقبال الدم من جهات غير مضمونة، وعدم استخدام شفرات حلاقة الآخرين وأدواتهم ومناشفهم، وأما عن من يعمل بالحقل الطبي "كالأطباء، والتمريض، وغيرهم"، فيجب أن يأخذوا حذرهم، واعتبارهم جميع المرضى مصابين بالفيروس، بالإضافة إلى أخذ التطعيم المناسب.