تحاصر روائح وأدخنة محروقات المصانع التي تنتج في استراحات داخل النطاق العمراني، أهالي مركز الرفايع التابع لمحافظة الخرج "50 كلم جنوب العاصمة على طريق "الرياض - الخرج" السريع وتعصف بهم صحيا وبيئيا، فيما تنتشر أكوام الدجاج النافق من مخلفات المشاريع التي تتخذ أراضي هذه الاستراحات ساترا لتخالف الأنظمة بلا تراخيص.
وتتخفى العديد من هذه المصانع على بعد عشرات الأمتار من الأحياء السكنية وتضلل المارة بلوحات تخالف محتواها وتتناثر على الطرق والشوارع المحيطة بها، فضلا من أنها أقيمت على أراض تقع داخل النطاق العمراني دون الحصول على تراخيص نظامية، بحسب ما رصدته "الوطن" أثناء جولتها في المنطقة.
واشتكى العديد من المواطنين تحدثوا لـ"الصحيفة"، عن معاناتهم اليومية جراء الآثار البيئية والصحية، ويقول المواطن فهد بن عايض السحيمي: إن آخر خطاب تقدم به الأهالي للإمارة وشرطة المحافظة ومركز الرفايع بشأن معاناتهم فقد، وأبلغتهم هذه الجهات أثناء المراجعة بأنها لا تعلم شيئا عن محتوى خطاب الشكوى والأوراق التي أعدتها لجنة التقصي بعد اطلاع أعضائها على المواقع والنظر في المشكلة عن كثب وتقديم وعد للأهالي بالنظر فيه بعين الاعتبار والبت فيها بما يحافظ على سلامة السكان والبيئة المحيطة.
ويشاطره الرأي أحد سكان الحي والقريب جدا من أحد المصانع المواطن علي القحطاني، ويضيف أن الأمر جلل والمشكلة متفرعة وقديمة، حيث يعاني السكان من روائح المصانع القريبة جدا من الحي التي تضايقهم باستمرار ولفترة طويلة رغم الشكاوى المتكررة للجهات المعنية دون تغيير أو حتى اتخاذ إجراءات للحماية من آثار هذه المصانع ومشاريع الدواجن التي باتت هاجسا، وظل الأهالي يطالبون بإزالتها أو اتخاذ ما يلزم من قبل الجهات ما يردعها عن الاستمرار في عملها وإيقاف إنتاجها لحين خروجها من داخل النطاق العمراني.
من جانبه، أوضح رئيس مركز الرفايع، محمد بن خالد العماج لـ"الوطن"، أنه سبق وأن قدمت عدة خطابات تحمل شكوى السكان والأهالي ومعاناتهم من روائح مخلفات مشاريع الدواجن التي تحاصر الحي من اتجاهات عدة، إضافة إلى مصانع الأسمدة الزراعية المنشأة في استراحات بدون تراخيص، حيث تتم عملية إحراق المخلفات وقت قدوم المتنزهين لاستراحاتهم في أوقات إجازة آخر الأسبوع.
وأضاف العماج أن أصحاب هذه المصانع يرفضون الاعتراف حتى بوجود مصانع عند قدوم الجهات الأمنية لهم ونكرانهم بمزاولة أنشطتهم التي لا تحمل أية تراخيص بالقرب من المباني واستراحات الحي، مشيرا إلى الآثار التي تترتب على حرائق مخلفات هذه المصانع وإلقائها في العراء بلا شعور بالمسؤولية تجاه البيئة وسكان المنطقة، وما يتعرضون له من أمراض، خصوصا أن بعضهم يعانون من نوبات ربو حادة بسبب تلك الروائح والمحروقات، مما يفسد العيش والتعايش مع بيئة نظيفة.