كرر المبعوث الأممي لسورية الأخضر الإبراهيمي خلال مسيرته الطويلة مقولة أنه "لا يوجد وضع من دون أمل"، لكن مع النزاع المستمر منذ أكثر من عامين في سورية التي عين موفدا دوليا لها، واجه "مهمة مستحيلة". ويتردد على نطاق واسع أن الإبراهيمي (79 عاما) بات قاب قوسين أو أدنى من تقديم استقالته. وقال أحد مساعدي الإبراهيمي الخميس إن الأخير "لم يستقل ولكنه قال إنه يفكر في الاستقالة كل يوم"، بسبب انسداد أفق الحل السياسي في سورية. وأكد أن الإبراهيمي لن يتخذ قرارا نهائيا في هذا الشأن قبل منتصف مايو الجاري. وناقش الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في 2 مايو الجاري الاستقالة المحتملة للإبراهيمي مع ممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن. ورجحت مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة أن يتولى بان بنفسه، في حال استقالة الموفد الدولي، ملف تعيين خلف له.

واستقال سلف الإبراهيمي، الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان، من مهامه في 2 أغسطس 2012، معللا الخطوة بغياب دعم القوى الكبرى المؤثرة المنقسمة بحدة حول النزاع السوري.

وأفاد فان دام مؤلف كتاب "النضال من أجل السلطة في سورية"، بأن "عمل الإبراهيمي كان مهمة مستحيلة، ولا أرى كيف يمكن لخلف محتمل أن يقود مهمة صعبة كهذه. الأكيد أن ذلك سيكون صعبا جدا طالما أن الدول الأعضاء بالأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لا تدعم عمليا مبادئ جنيف".

وبذل الإبراهيمي ما في وسعه للتوصل إلى حل للأزمة، وهو الذي ساهم كمبعوث للجامعة العربية، في التوصل لاتفاق الطائف عام 1989 لوضع حد للحرب اللبنانية التي اندلعت عام 1975، قبل أن يتولى مهمات للأمم المتحدة بالعراق وأفغانستان.

وميدانيا، قتل قائد مطار عسكري بحلب مع تحقيق الثوار تقدما في داخله، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن "العميد علي محمود قتل السبت مع اثنين من مرافقيه خلال الاشتباكات التي تدور في حرم المطار. وإن الثوار يحققون تقدما بالمطار" الواقع شمال حلب، الذي اقتحموه مجددا فجر أمس، وإن الاشتباكات ترافقت مع قصف بالطيران على محيطه".

كما شنت المقاتلات السورية غارات على مناطق عدة بالبلاد، منها أطراف حي جوبر في شرق دمشق، ومدينة الرقة التي يسيطر عليها المقاتلون في الشمال.

وفي بانياس الساحلية (شمال غرب)، أفاد المرصد عن قصف متقطع يطال الأحراج المحيطة بالأحياء الجنوبية ذات الغالبية السنية، والواقعة ضمن محافظة طرطوس ذات الغالبية العلوية.

وكان المرصد أفاد السبت عن العثور على جثث 62 شخصا بينهم 14 طفلا، قتلوا بعد اقتحام القوات النظامية مدعومة بمسلحين علويين، بعد يومين من مقتل 51 شخصا في قرية البيضا السنية جنوب بانياس.