"اللطم" في اللغة هو الضرب باليد على الخدّ (هل سمعتم بخدٍ ضربت يدا؟!)، بينما يسميه العامة بـ"طراق" كناية عن طرْق أبواب الرزق لصاحبه.!

المثير بموضوع الممنوح "طراق" أنه الوحيد الذي يُمنح شيئا (كف على وجهه) ثم تقدم له المغريات مقابل رضاه بما منح له من "طراق".

فقد أثبتت حادثة اعتداء مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة القصيم على "سكيورتي" بمستشفى الملك سعود بعنيزة أن أسرع الطرق لجني مبلغ مالي "محترم" هو الحصول على كف من مسؤول. عندها يكون قد قرع جرس بورصة العروض لتتدفق مقابل التنازل عن "كف عابر".!

كنت أظن أن إمكانات "الطراق" تتوقف عند منح المال فقط، وإذ به أكثر كرماً بمنح "المكفوخ" وظيفة رسمية عجزت وزارة الخدمة المدنية عن توفيرها له. وحادثة اعتداء "عقيد" بشرطة المنطقة الشرقية على "سكيورتي" بمجمع الدمام الطبي رفض دخوله أقسام التنويم لأجل زيارة خاصّة خارج الأوقات الرسمية دلالة على أن قدرات الكف تتجاوز المال إلى السلطة. حيث ذكرت صحيفة "اليوم" الأسبوع الماضي أن من ضمن المغريات المقدمة للمعتدى عليه وظيفة رسمية مقابل التنازل.!

وعندما ترون وجنتين جميلتين يغلب عليهما اللون الوردي، فلا تتوقعوا أنّ ذلك بفعل مساحيق التجميل، فقد يكون الاحمرار طبيعيّاً بفضل "طراق" حصل عليه صاحبهما.!

كما أن الحصول على كف سينفي التهمة عن صاحب الخدّ أنّ "ما في وجهه دم"، إذ بمجرد ملامسة يد الضارب لخدّ المضروب ، تتدفق الأوعية الدموية باتجاه الخدّ "المحظوظ" لتغذيته بالدم، فيصبح شديد الاحمرار "وفي وجهه دم".!

ولأكون محايدا بموضوع "الطراق" فقد بحثت عن سلبيات، ولم أجد منها إلا أنّ عدم الحصول عليه يعني بقاء الموظف في وظيفته غير الرسمية، واستمرار الحالة المادية السيئة لكل ممتنع عن الحصول على "منحة كف". وفوق هذا وذاك جفاف في منطقة الخدّ لمن لم يسعفه الحظ بالحصول على كف يحمّر خديه ويمنحهما لوناً وردياً جميلاً يملأ وجه صاحبهما دماً.!