أجمع عدد من الأدباء السعوديين على أن نشر الأعمال الأدبية والشعرية عن طريق الأندية الأدبية "لم يعد جاذبا" للمؤلفين من الأدباء والمثقفين والشعراء الذين أصبحوا يلجؤون لدور النشر لتسويق إنتاجهم بصورة أكبر، وخاصة في معارض الكتب، مشيرين إلى أن الأندية لا تساعد على انتشار الإصدارات ولا يلجأ لها إلا أصحاب التجارب الأولية، مطالبين بتعديل استراتيجية النشر وبناء شراكات مع دور نشر معروفة لخدمة الإنتاج الأدبي وجذب المؤلفين. وأكد الشاعر علي الحازمي أنه "لم ولن يلجأ" مطلقا لأي ناد أدبي لطباعة أي من دواوينه الشعرية، وإنما ذهب لدور نشر عربية معروفة، لأنها تضيف للكاتب وتوفر له انتشارا وتوزيعا بشكل أكبر محليا وعربيا، وبين أن مشكلة الأندية الأدبية ليست في الطباعة ولا في النواحي المادية وإنما في التوزيع، وقال إن الأندية الأدبية لا بد أن تعقد شراكات مع دور نشر معروفة، فهذه التجربة جعلت الأندية تنجح إلى حد ما في إغراء الكاتب.

من جهته قال الشاعر عادل بالحارث( أحد الشباب من نجران) إنه طبع أول مؤلف له "سادن الحسن" عن طريق دار"أروقة" للنشر والتوزيع بحكم الشراكة التي عقدها نادي نجران الأدبي مع الدار، وأشار إلى أن طباعة الدار لمؤلفه حققت له انتشارا جيدا. أما الشاعر محمد أبو شرارة، وهو الممثل الوحيد للسعودية في برنامج "أمير الشعراء" للعام الجاري، فذكر أن لديه ديوان "ولكنه الزعفران" تحت الطبع وسوف تتم طباعته من قبل البرنامج المشارك فيه، مشيرا إلى أنه كانت هناك محاولات لطباعة ديوانه من قبل أحد الأندية الأدبية لكنه كان" قلقا" من التجربة، لأن الأندية الأدبية لا تخدم الشاعر ولا تحقق له إضافة أو انتشارا.

وتؤيد القاصة فاطمة آل تيسان ما ذهب إليه أبو شرارة، وتقول: الحقيقة أن الأندية الأدبية لا تحقق للكاتب الانتشار، والخيارات محدودة في شأن الطباعة والغلاف ونوعية الورق. وأشارت إلى أن الأندية الأدبية "ينبغي" أن تكون لديها لجان متخصصة "تتصف بالعدالة في إبداء رأيها حول طباعة أي مؤلف".

بدوره يرى رئيس نادي نجران الأدبي الثقافي سعيد آل مرضمة أن الأندية الأدبية "لا تملك الإغراءات اللازمة" لجذب المؤلفين لطباعة مؤلفاتهم داخل أروقة النادي، مشيرا إلى أن الأندية "لا تعرف طريق الوصول للجمهور، وخاصة في التوزيع"، وأكد على أهمية الشراكة مع المؤسسات المتخصصة ودور النشر المختلفة. وبين أن نادي نجران الأدبي عقد شراكة مع دار نشر تتولى النشر والتوزيع في جميع معارض الكتب التي تشارك فيها، لأنها تملك أجندة واضحة، ومن أهم أولويات هذه الدور الظهور الدائم في كل معارض الكتاب، بينما الأندية الأدبية غير قادرة على المشاركة في معارض الكتاب داخل وخارج المملكة.