حذر الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عادل الشدي من تداول السعوديين النكات والطرائف المنسوبة التي تدور حول شخصية "المحشش"، مشددا على أن ذلك يعد ترويجا غير مباشر لمادة الحشيش، مما تنطوي عليه من مخاطر سلبية لا تحمد عقباها في المستقبل، مشيرا إلى أن ما يتم تداوله في رسائل الجوال من تهوين لحرمة هذا العمل، وكثرة تكرار هذه النكات يجعل "استقباح" هذه الكبيرة من كبائر الذنوب يخف داخل النفوس.

وقال الشدي لـ"الوطن"، إن البعض ممن يتداولون النكات التي تتصدر في طياتها "المحششين" يتداولونها في "حسن النية"، إلا أن وراء ذلك النشر بالطريقة الكوميدية آثارا نفسية على الشباب والشابات الجدد من الذين تحتاج خبرتهم في الحياة إلى المزيد من التجارب، مشيرا إلى أنهم قد يتصورون أن تعاطي الحشيش سبب ومدعاة بأن يكون الإنسان في مجتمعه "خفيف ظل"، وأن يكون قادرا على التكيف مع الحالات الصعبة التي تحيط به بطريقة لا تؤدي إلى وقوعه في الهم الذي يقع فيه كثير من الناس إذا تعاملوا مع مشاكلهم الحقيقية.

ولفت إلى أن الأمور في ذلك الشأن ستتضح بشكل أكبر فيما لو تم انتشار الطرائف المضحكة حول عقوق الوالدين، وتطبيقها على النكات بدلا من كلمة "محشش"، موضحا أن ذلك سيلقى استنفارا واستنكارا من المجتمع تجاه ذلك العمل، والتحويل لكبيرة من كبائر الذنوب إلى أمر مضحك وبسيط، خصوصا أنها ستجعل بعض الناشئة يتصورون أن عقوق الوالدين ليس محرما.

وتابع قائلا إن "تلك الأعمال لا تليق بالمسلمين، ولا بأي شخص مهتم بمصلحة دينه ووطنه ومجتمعه مقابل الأضرار المترتبة عليه".

وبيّن الدكتور الشدي أن المفاسد المترتبة على تلك النكات ما تزال تحت السيطرة، إلا أن انتشارها في الآونة الأخيرة ينذر بآثار سلبية كبيرة من الناحية التربوية في المستقبل. وشدد على ضرورة إنكار المجتمع لتلك الممارسات التي انتشرت، وأصبحت أمرا طبيعيا بين الجيل الجديد من الجنسين، معولا على الجانب التوعوي في ذلك المجال، وإيجاد البدائل الملائمة لشغل الأوقات.