حينما يعارض الإنسان الجاهل أو الناقم أو المتخلف، تطبيق النظام، ويرفضه، ويستعدي الناس على القوانين التي تنظم حياتهم فهذا أمر يمكن فهمه بسهولة..
هل تعرفون تاجر مخدرات لا يتمنى إلغاء إدارة مكافحة المخدرات.. أو تاجراً جشعاً لا يتمنى إلغاء الجمارك؟!
على هذا القياس من الوارد أن تسمع من أحد الجهلة رفضه لقانون "لا تصريح دون حج".. من الممكن أن تقرأ لأحد الناقمين رفضه لكل خطوة تسهم في نجاح الحج.. لكن المفترض ألا يكون ذلك هو منطق الأكاديميين والمتعلمين.. مؤسف أن تجد إنساناً مثقفاً ينادي بالفوضى.. يرفض القوانين التي تنظم حياة الناس.. وتيسر لهم أداء شعائرهم بيسر وسهولة.. ويشرّع لها ويسوق ضعيف الأحاديث ليبررها..
قبل سنوات أشرت إلى ظاهرة تحول "العمرة" إلى سياحة لدى الكثيرين.. قلت حينها إن أداء "العمرة" أصبح لدى بعض من هؤلاء مجرد فقرة في برنامج سياحي.. ولدى البعض الآخر خطوة لكسر الملل والرتابة و"تغيير الجو" والفرفشة مع الأصدقاء، ولدى البعض الآخر: "نتسوق في جدة ونأخذ عمرة"..!
اليوم يأتي إلينا من يرفض قانون "لا حج دون تصريح".. رفضاً علنياً.. يريد الحج وفق المزاج وليس وفق التصريح .. لا بأس لديه في أن يتم تحديد نسب حجاج الخارج.. أما هو، وأمثاله، فلهم الحرية المطلقة.. متى ما أراد أن يحج ركب سيارته واتجه صوب المشاعر.. يريدنا أن نلغي القانون الذي نظّم حياة الناس كي يأخذ "راحته ع الآخر"!
"ليش طال عمرك.. هي فوضى"؟!