حمد عبدالعزيز الكنتي


كل هذا الركض الذي نركضه في حياتنا سببه الخيال، وسر فورانه في عمق تخيلاتنا. قد تتساءل أيها القارئ وأنت ترى هذه المقدمة عن المقصود!

وأنا هنا لأجيب عن تساؤلاتك، فنحن في هذه الحياة عندما نركض في العبادات مثلا تجدنا نجتهد فيها لأننا نتخيل الجنة ونعيمها، وعندما نواصل السير في الدراسة لأننا نتخيل كيف سنكون مستقبلا، وهكذا يمضي معنا الخيال في حياتنا يسوقنا سوقا نحو الحقيقة. والنبي، صلى الله عليه وسلم، رسم لنا الخيال حينما قال في الحديث (أما أنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته). فهنا، صلى الله عليه وسلم، يبني فينا الخيال الذي دائما نتناساه برغم أن الله عز وجل وصفنا بأننا أمة التأمل وذوي الألباب. الخيال عالم جميل، سافر بخيالك في عالم الأكوان، وسقراط يقول (الخيال هو العلامة الحقيقية للذكاء)، وعد ستيفن كوفي الخيال ضمن القدرات الأربع التي يستطيع من خلالها الإنسان أن يغير كل شيء في حياته متى ما أراد ذلك واعتنى بخياله.

الخيال أقوى من المعرفة، كما قال آنتشاين. فأنت عندما تتخيل أنك تقضم ليمونة حامضة سيسيل لعابك فورا، وعندما تستحضر موقفا معينا يستدعي الفرح أو الحزن سيظهر ذلك على مشاعرك فورا. والنبي، صلى الله عليه وسلم، وصف لنا قمة الخيال عندما أورد لنا وصف الجنة (فيها ما لا عين رأت ولا خطر على قلب بشر). وهذا هو قمة الخيال. فلنتخيل لنجتذب السر الأكبر، فما نفكر به سنحصل عليه وتلك هي سنة الحياة.

حكمة المقال: وإني لأدعو الله حتى كأنما ** أرى بجميل الظن ما الله صانع