كتابة تنتمي لأدب النزوح حيث سردت الكاتبة السودانية الدكتورة سعاد محمود الأمين قصص المشردين لتضعها تحت دائرة الضوء، بحسب الناشر لمجموعتها القصصية الجديدة (ظل سور المسجد الكبير) الصادرة أخيرا عن دار سندباد للنشر والتوزيع بالقاهرة وبلوحة غلاف للفنان فسيلا فريد. المشردون بحسب كلمة الغلاف الأخير (هم النازحون المهجرون داخل أوطانهم الذين تركوا ديارهم قسرا، بسبب ويلات الحروب الأهلية، والكوارث الطبيعية، هم أطفال النازحين الذين يزرعون الحب في الشوارع، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، يستظلون بظل أي حائط، نصيبهم من الوطن الظالم، تأخذ الطبيعة مجراها فيتناسلون، وتتناسل متاعبهم، الأزقة المظلمة مسقط رأسهم، الشارع مدرستهم، يحبون بعضهم، ويكونون نسيجا اجتماعيا غير مرئي، يطلق عليهم أهل المدينة اسم الشماسة، الشرطة عدوهم الأوحد، عندما تهتز أعصاب المدينة وينفلت النظام، ترهبهم وتطاردهم، يتجرعون كأس الذل والهوان داخل السجون. وعبر 15 قصة قصيرة منها (ظل السور ـ طفل الحب المرفوض ـ يا.. إنت جون ـ الشماسية في عيدها ـ البنت النمر ـ المخفر ـ ترب رابو ـ مناسك حَمّام الجَدّة). تتناول القاصة كيف تتعاقب الحكومات وتختلف الأيدولوجيات والتوجهات، وملفات المشردين حبيسة الأدراج، ومخطوطات الصحف القديمة، تحكي عن عالم قاع المدينة الشائهة، لكل شارع أسرار، ولكل زقاق حكاية، وبدت كأنها تكشف الوجه الآخر لحياة النزوح التي قذفت بهم في خضم الحياة العصوف.