أكد رئيس دائرة الشؤون الإعلامية والاقتصادية والإسلامية في سفارة خادم الحرمين الشريفين بأنقرة بدر بن زمام لـ"الوطن"، أن العلاقات بين الرياض وأنقرة مثلت خلال السنوات الماضية أهمية جيوسياسية بالمنطقة، وأن هذا التقارب الحيوي والمهم يعود لوعي القيادتين في المملكة وتركيا.

وأضاف ابن زمام أن من "يحلل السنوات العشر الماضية تحديداً، يجد تقاربا سعوديا ـ تركيا متصاعدا على مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وذلك لتقارب وجهات النظر بين الجانبين بشكل كبير". وأوضح أن "تطابق الرؤية السعودية التركية واضح في مختلف القضايا الأممية، التي تهم العالم الإسلامي، وذات الجانب المشترك". وأشار إلى أن التقارب لم ينعكس على العلاقات الدبلوماسية فقط، بل وصل للمستوى الشعبي بين البلدين، مستشهداً بارتفاع أعداد السعوديين القادمين سنوياً بغرض السياحية في المدن والمناطق التركية.

ووصف ابن زمام العلاقات بين البلدين بأنها "تتجه للتصاعد الإيجابي في المرحلة المقبلة، استنادا إلى رؤية قيادة البلدين"، كما رأى أن وسائل إعلام الدولتين تلعب دوراً مهماً في تمتين العلاقات التي تستند على الإرث التاريخي والإسلامي.

وبدوره أكد المحلل السياسي التركي رجب كوشيك في حديث هاتفي من أنقرة إلى "الوطن"، أن زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز إلى تركيا حملت في طياتها الكثير من المدلولات السياسية، خاصة في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة، وتحتاج إلى "رمانة ميزان"، حسب تعبيره. وذكر أن العلاقات الثنائية شهدت تطوراً نوعياً من الناحية السياسية منذ 2002 بعد مجيء حكومة العدالة والتنمية لسدة الحكم في تركيا بقيادة رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان، الذي رأى في المملكة عمقا إسلاميا حيويا، خاصة في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي وصفه بأنه "عامل مهم في استقرار التوازن الإقليمي"، بما يملكه من رؤية سياسية ناضجة.