أحيا اليمنيون أمس اليوم الوطني الـ23 لبلدهم الذي أعيدت فيه الوحدة بين اليمن الشمالي والجنوبي في 22 مايو 1990. وأقيمت للمناسبة احتفالات رسمية وشعبية.




تباينت مواقف اليمنيين من الاحتفال أمس بالذكرى الثالثة والعشرين لإعلان الوحدة. فبينما احتفت صنعاء بالمناسبة بحفل استقبال رمزي نظمه الرئيس عبدربه منصور هادي، الذي أكد على حتمية الوحدة، احتشد مئات الآلاف في مدينة عدن ومدن جنوبية أخرى للمطالبة بفك الارتباط والانفصال. ودعت قوى الحراك الجنوبي المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني المنعقد في العاصمة صنعاء إلى التخلص من "وهم 22 مايو الذي توحد فيه شطرا اليمن بوحدة اندماجية عام 1990 بزعامة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ونائبه علي سالم البيض". وقالت تلك القوى في بيان أمس: "معظم القوى والنخب السياسية أكدت في رؤاها التي عرضتها على مؤتمر الحوار أن حرب صيف 94 قد قضت على مشروع الوحدة الطوعية، وإن على الجميع أن يعي جيدا أن ذلك المشروع قد انتهى". وأضاف البيان أن الاتفاقية التي تم توقيعها 1990 "كان يفترض بها تقرير مصير شعبين على أساس إقامة دولة مدنية اتحادية ثنائية تقوم على الشراكة والمواطنة المتساوية والتكافؤ وتأخذ في الاعتبار الضمانات الدولية، ويسود فيها العدل وتصان فيها الحقوق والحريات وتبنى على أساس الأفضلية، إلا أنها تحولت لتصير ذكرى نكسة".

وكان الرئيس هادي قد جدد تمسكه بالوحدة التي قال: "إنها ليست ضرورة لأمن واستقرار ونماء وازدهار اليمن فحسب، بل إنها حتمية لأمن واستقرار المنطقة والعالم الذي يرى في انقسام اليمن وتشرذمه وتحوله إلى كيانات متنازعة تهديدا لمصالحه الحيوية وللأمن والسلم الدوليين". وأوضح في كلمة له أن المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن التي أعقبت الأزمة التي عاشها اليمن قبل عامين "داعمة لأمن واستقرار ووحدة اليمن باعتبار ذلك مصلحة يمنية وعربية ودولية". وذكر أن الشعب اليمني تمكن بشبابه وحكمائه السياسيين وكل قواه الحية من الإفلات من دائرة العنف. وأضاف أن أمام اليمنيين فرصة تاريخية نادرة يجب أن لا تضيع في صراعات سياسية أو مناطقية أو مذهبية لا طائل من ورائها، وأن عليهم اغتنامها لتصحيح مسيرة نصف قرن من مسار الثورة اليمنية وتجنب الأخطاء التي حرمت اليمنيين من التنمية الشاملة.

صنعاء: صادق السلمي