استوقفتني أمس صورة نورة الشهري والدموع في عينيها، وهي تستلم جائزة لتميزها الاجتماعي.

حكاية نورة - وهي امرأة - منهج لكل العاجزين من ذوي العضلات المفتولة.. أولئك الذين يتسابقون على المستشفيات لتمنحهم تقارير تثبت عجزهم عن العمل لكي يحصلوا على التقاعد المبكر.. أو كي يناموا ما تبقى من حياتهم وهم في أوج نشاطهم، بعد أن ضمنوا دخلاً من زكوات الضمان الاجتماعي!

قصة نورة - وفقاً للزميلة الرياض - بدأت بمرض زوجها وعدم قدرته على الحركة.. تحملت مسؤولية إعالة أسرتها وأطفالها، فبدأت بإعداد الخبز في منزلها وبيعه على أهل الحارة.. أرادت التوسع في نشاطها.. وقف ضيق ذات اليد عائقاً أمامها.. لم تستكن وتركن لليأس.. توجهت لأحد الصناديق الخيرية وحصلت على الدعم المادي.. توسع نشاطها.. كانت تعمل ليل نهار.. تعلق على ذلك بقولها: "استطعت الصمود، في عز الحر والبرد والمطر، الوقوف في محلي والبيع فيه بكل صبر وثبات".. وقبل يومين يتم تكريمها من "جائزة الأميرة صيتة" كأحد النماذج العصامية بـ500 ألف ريال وشهادة شكر وتقدير..

تنقل لنا كتب التراث قصة عصام "الخارجي"، الذي "خرج" دون تاريخ يعتد به، إذ لم يكن سيداً في قومه، فأصبح ذا شأن كبير بعد أن كان حارساً عند باب النعمان ملك الحيرة.. قادته عصاميته وصبره واجتهاده لأن يصبح مضرب مثل: "نفس عصام سودت عصاما".. واليوم تقدم لنا الصحافة هذه النماذج النسائية العصامية، وغيرها كثير، تثبت أن قيمة الإنسان تنبع من ثقته بنفسه، وإقدامه وصبره حتى يحقق ما يريد.

شكراً لـ"نورة الشهري" وشكراً لألف "نورة" لا نعرفها، ولم نسمع عنها.