بالنسبة للحجاج، من لم يكن في المشاعر المقدسة هذه الأيام فهو يستعد للتوجه إلى هناك خلال اليومين القادمين، أما المعنيون بالتغطية الإعلامية فمن المفترض أنهم منتشرون في ميادين مكة المكرمة.

الركن الخامس هو الأبرز إعلاميا كمناسبة إسلامية نظرا لخاصية التجمع في مكان واحد ووقت واحد، ولهذا تتجه أنظار المسلمين وغيرهم إلى أطهر بقاع الأرض لمتابعة تفاصيل الحدث العظيم.

في كل عام تسيّر هيئة الإذاعة والتلفزيون جيشا من العاملين في قنواتها للقيام بمهام التغطية، الذين يحظون أنفسهم بالعديد من التسهيلات والخدمات المعينة على سرعة الإنجاز والتخمة في الوقت نفسه. كيف؟

يقيم في مبنى التلفزيون الواقع في مشعر منى بعض من قيادات الهيئة وضيوف وزارة الثقافة والإعلام من الإعلاميين غير السعوديين؛ بالإضافة إلى كون طابقه الأعلى مسرحا للكاميرات المطلة على جسر الجمرات، أما طابقه الأرضي فيجسد شكل مناسبات الزواجات المحلية في الثمانينات الميلادية؛ حيث كثرة الأباريق والدلال التي تتم تعبئتها من أباريق مماثلة ضخمة ناهيك عن المفاطيح لوجبتي الغداء والعشاء، أما الإفطار فـ"نواشف".

بالإضافة إلى بقاء الوجبات وقتا أطول لوجود أدوات التسخين تعد فكرة البوفيه المفتوح أقل تكلفة ماديا في ظل ارتفاع أسعار الماشية، وأفضل شكلا أمام ضيوف بعضهم لا يجيد وضعية (الجلاس) إذا كان الطعام على الأرض.

الأمر الآخر وعلى صعيد الضيوف؛ لماذا لا تستضيف الهيئة نجوم اليوتيوب المحليين أولئك الشباب الذين أثبتوا حسهم الوطني في النقد؛ وذلك إيمانا بالمشاركة في مناسبة تعكس جهود الوطن وأبنائه، واعتقادا بأهمية الوسيلة الإلكترونية وسرعة تناقلها بين الأفراد.

في رأيي لا خوف من التقنية مع الشباب إذا وضعت القوانين ووضحت الأفكار والمسؤوليات، هنا مكسبان: توظيف أمثل للعناصر ومنتج أفضل.