الأكيد أن (خليجنا واحد.. وشعبنا واحد)، وفي هذا المقام دعواتنا لخليجنا وجيراننا بالرخاء والأمن وأن يعم السلام أرجاء المعمورة.

لكن مشكلتنا الكبرى في (قياديينا) على مختلف المستويات ومجاملتهم بعضهم البعض، أو عدم المكاشفة ونقص الصراحة، وحينما تضيق الأعذار بهم ذرعا يطلقون (قنبلة) عدم الصلاحية أو الأهلية أو تأخر المعنيين بالبناء والتشييد والترميم.. الخ.

وشأننا الرياضي، له علاقة مباشرة بالجهات العليا حتى أكبر القيادات بما أن (بطولة الخليج) تدخل في نطاق العادات والتقاليد على مستوى معين، وهذا ما يتداوله الجميع عن قناعة تامة.

ومنذ أكثر من أربع سنوات والمحاولات (المعروفة سلفاً بعدم نجاحها) جارية لإقامة بطولة الخليج في (العراق) والوعود لا تنتهي، في وقت يدرك المناط بهم إقرار أنه لن يتم، وأن هذا من ضرب الخيال في الوقت الراهن. ومع ذلك تتواصل الاجتماعات في وقت تتسرب المعلومات من خلال الزيارات الميدانية بعدم أهلية الوضع العام لاستقبال هذا الحدث الذي بات اللعب به وحوله وفي مفاصله (إعلاميا) فقط...!!

وهذا ما تؤكده هذه الاجتماعات والتصريحات المتناقضة المصبوغة بالمجاملة والأماني.

وهكذا ترتفع حدة الغضب وتتدرج حد التنافر والتراشق، ثم يتدخل (الكبار) وفي سرعة البرق تعود الأمور للهدوء بنسف كل السلبيات والتصريحات بأمر عادات وتقاليد (خليجنا واحد). وما أن تبدأ البطولة إلا ويظهر محبو (الشو) و(البهرجة) للفت الأنظار.

وأنا هنا لست معارضاً للبطولة ولا ضدها، لكني منزعج جداًّ من بكائيات وشعارات وعدم القدرة على الوضوح والصراحة والحرص على تطوير البطولة (في الملعب).

وفي الوقت الذي يعرف المسؤولون جيدا أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ما زال (يحظر) إقامة المباريات الدولية على أرض العراق، يظهر من يصر على لعب البطولة الخليجية هناك، ويرادف ذلك بـ(محاولات) مستميتة لجدولة بطولة الخليج في روزنامة (الفيفا).

إذن، كيف نقنع (الفيفا) ونحن نخالف تعليماته التي هدفها اللعب في أمن وأمان وتوافر مقومات أهداف لعب كرة القدم؟!

الفريق المكلف بزيارات ميدانية يقدم تقارير بعدم أهلية الوضع العام، ومع ذلك يظهر من يصر على إقامتها، بغرض استجذاب الشهرة ومثالية (المواطنة الخليجية).

وفي المقابل، لا ألوم مسؤولي العراق وهم يتذمرون من هذه القرارات، أو يهددون بالانسحاب أو حتى ينسحبون، فهم أعطوا الفرصة للعمل وتشييد الملاعب مع التشديد على دعمهم والوقوف معهم في تذليل الصعاب ومد يد العون ماديا ومعنويا.

ومن حقهم وهم يناضلون لإثبات أمن بلدهم وأن كرة القدم مجال خصب للمساهمة في عودة العراق لوضعها الطبيعي وريادتها في عدة أوجه، وبالتأكيد أنهم يشعرون بقوة وثبات أن الأمن جيد لديهم، لكن هذا ليس شعورنا من خلال ما يحدث ومن خلال تعامل الهيئات والمنظمات الدولية.

والحل في رأيي عدم إطلاق وعود بمنح حق الاستضافة إلى أن تكون الأمور أمنيا في أحسن حال، ومن ثم يعلن رسميا عن استضافة البطولة بعيدا عن أية اجتماعات قد تتسبب في عكس ما نطمح إليه من خلال الرياضة. أما الملاعب فأمرها هين وميسر.

بالمناسبة، ما زال الخلط مستمرا لدى بعض قياديينا الرياضيين والجماهير والإعلام حول موقف الاتحاد الدولي من بطولة الخليج، هو يعترف بها كبطولة ويوثق ذلك بحضور بلاتر وغيره من القيادات، لكنه لم ولن يعترف بها في (روزنامته)، ولذا أرجو أن نكف عن مثل هذه المحاولات البائسة أو (السرابية)..!