قرأت خبراً هنا في "الوطن"، وفي أسفل هذه الصفحة، فتقافز داخلي ثلاثة أطفال: طفل ذهب إلى "نعمان"، وطفلٌ ذهب إلى "ميسون"، وثالثٌ ذهب إلى باب الطفولة، يطرقه، ويُشرِقه، ويُغرقه، ويقول له: افتح يا سمسم.

أعرف جيداً أن وعي الطفل، تغيّر كثيراً، بين الآن والماضي، وأن هذا الزمن الرقمي المتسارع، له طفله، وأن ذاك الزمن البطيء غير الرقمي، له طفله أيضاً، لكنني متأكد من أن الطفولة لا تتغيّر، مهما تغيّر الأطفال. ميزة برنامج افتح يا سمسم، أشهر برامج الطفولة خليجياً، أنه كان يتعامل مع خيال الطفل، بماء تأديب وتهذيب وتعليم، بالغ النظافة، وبالغ الإرواء، وبالغ الزُرقة، وهي ميزة لا توفّرها برامج الأطفال الآن، تلك البرامج التي تجرح خيال الطفل المعاصر ووجدانه، بماء عكِر، من القيم التي تسربها إلى الطفل، على شكل كبسولة "جسد" وكبسولة "عنف"، وكبسولة "فكرة ملوثة"، دُسَّ في عسلها سُم، يُعادي الدين، أو الأخلاق، أو القيم، أو العقل.

يقول الخبر الذي نشرته "الوطن" في أسفل هذه الصفحة: إن هناك نية ورغبة في إعادة إنتاج وتقديم، وإصدار، أشهر برنامج طفولي، عرفته دول الخليج، برنامج افتح يا سمسم، في نسخة جديدة، تتواءم مع العصر.

هذا الخبر، يضرب في عمق طفولة ملايين الخليجيين، الذين تكوّن صلصال طفولتهم، على مسلسل "افتح يا سمسم"، وتشربت أعينهم وآذانهم، أشكال وأصوات، شخصيات البرنامج الشهيرة، مثل: نعمان وميسون وغيرهما.

جميل ومهم جداً، أن يعود سمسم لفتح أبوابه، لأطفال هذا الزمان، لكن بشرط ألا يفقد ماءه التربوي والتثقيفي النقي، تحت حجة مواكبة العصر.

"افتح يا سمسم أبوابك، نحن الأطفال".