توقعت الباحثة المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط بمعهد بروكينجز سوزان مالوني، أن تفضي الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة الشهر المقبل، إلى زيادة غضب الشارع من النظام، ومن المحتمل أن تؤدي للمزيد من التعثر في المفاوضات بين المجتمع الدولي وطهران حول البرنامج النووي الإيراني، وذلك في رأي مخالف لمن يدعون أن تلك الانتخابات غير مؤثرة.

وأوضحت مالوني "هناك كثيرون يقولون إن الانتخابات غير مهمة لما نعرفه جميعا من أنها مجرد تنفيذ لسيناريوهات وضعت مسبقا في مكاتب النظام، وأنها ليست احتكاما حقيقيا للصندوق، وأن أي رئيس إيراني هو محدود الصلاحيات من الأصل وفقا لتركيبة النظام ذاتها. ولكنني وعلى الرغم من اتفاقي مع كل ذلك أعتقد أن تلك الانتخابات سيكون لها تأثير على المسرح السياسي الإيراني لأسباب لا تتصل بتوقعات النظام في طهران على أي نحو". وتابعت: "من الوجهة الفعلية وعلى الرغم من القرار الأخير يبقى في يد مرشد الثورة فإن الرئيس يمتلك صلاحيات مهمة على صعيد توزيع موارد الميزانية والتأثير في مسار الأمور على المسرح السياسي الداخلي والسياسات الأمنية لإيران. ومن سينتخبه الإيرانيون سيجد نفسه في مواجهة ضغوط دولية غير مسبوقة ومظاهر تغيير داخل النظام الإيراني بحكم تقدم الجيل القديم في العمر".

وأشارت إلى أن الرئيس الأسبق محمد خاتمي الذي ترأس إيران من 1997 إلى 2005 تمكن من إحداث تغييرات في سياسات البلاد الاقتصادية، ومن تطوير العلاقات مع الجيران ومع دول بالمجتمع الدولي وضغط في اتجاه تجميد اندفاع البلاد في برنامجها النووي. وأضافت "لقد جلب عليه ذلك نقمة من أصحاب القرار النهائي في النظام، إلا أنهم لم يتمكنوا من وقفه بسهولة وإن كانوا قد حجموا من إمكانية استكماله لمهام الإصلاح التي بدأ بها".

وقالت مالوني إن الانتخابات لن تقدم أي مفاجآة على درب اختيار مرشح إصلاحي، مشيرة إلى أن النظام استبعد من البداية كل من يتسم بأي ميول إصلاحية. وأوضحت "يبدو الأمر أن النظام اختار الطريق وترك الأمور للتنافس بين من يلتزمون بالسير عليه. وليس بوسع الناخب أن يحدد طريقه. إلا أن هذا الناخب سيرى في مناسبة الانتخابات آليات استبعاده وهي تعمل أمام عينيه في لحظة يتزايد خلالها تذمره من أوضاع البلاد. ومن شأن ذلك أن يزيد من غضب هذا الناخب الذي لا يرى أملا الآن في تجاوز أزمته. إن ردة فعل استبعاد هاشمي رافسنجاني كانت معبرة في هذا السياق. فقد شعر أغلبية الإيرانيين أنهم محرومون مقدما من حرية الاختيار وكان من الطبيعي أن يتساءلوا فيما بينهم عن معنى الانتخابات من الأصل".