(بعد وفاته في 20 مايو1987، ترك الحب والنغم وتجربة شعرية عربية سعودية أصيلة ومجددة في الشعر العربي المعاصر)، كانت تلك الجملة هي ما اختتمت به الدكتورة مريم بوبشيت، ورقتها التي قدمتها بعنوان "الإلهام والأصالة في تجربة طاهر الزمخشري الشعرية"، في نادي المنطقة الشرقية الأدبي، مساء أول من أمس وأدارها سعيد سفر.

بوبشيت أكاديمية وأديبة وناشطة ثقافية، حاصلة على دكتوراه في التربية، قرأت من مذكراتها التي تتعلق بزيارتها للشاعر في أيامه الأخيرة، وبحثت في خمسة محاور في شعر الشاعر الذي اشتهر بلقب "بابا طاهر"، وذكرت ملامح من حياته وإنتاجه الأدبي قامت بالبحث في أربعة محاور أخرى هي: المضامين الشعرية والصورة الشعرية والموسيقى الشعرية وبنية القصيدة. وذكرت أن الشاعر أصدر أول دواوينه في القاهرة بعنوان "أحلام الربيع" وهو أول ديوان شعر سعودي مطبوع في العصر الحديث، ثم تحدثت عن المضامين الشعرية التي كتب فيها الشاعر وقسمتها إلى ثلاثة مضامين أساسية: الذاتي والوطني والقومي، ثم انتقلت لتبحث في الصورة الشعرية لدى طاهر الزمخشري، وبحثت في ثلاثة محاور هي: دور المعجم والتراكيب في إقامة الصورة، والصورة البلاغية التقليدية "المجاز" وأخيرا في التجديد في الصورة.

كذلك تحدثت عن الموسيقى الشعرية وذكرت الأوزان الشعرية التي نسج على منوالها الشاعر قصائده، وتحدثت عن القوافي التي استخدمها الشاعر. وقالت: إنه جمع محاولاته في قصيدة التفعيلة في ديوانه "حبيبتي على القمر". وأشارت إلى أن هذه التجارب في التفعيلة لم تصل إلى درجة النضوج وهو نفسه لم يكن متحمسا لها، وفي المحور الخامس تحدثت الباحثة عن بناء القصيدة وذكرت أنها مرت بثلاث مراحل: البنية التقليدية والوحدة الموضوعية والوحدة العضوية.

وعن المجاز قالت بوبشيت: إن الزمخشري استخدم المجاز المستمد من التراث كالتشبيه والاستعارة والمقابلة لإقامة الصورة وبرزت أكثر في دواوينه الأولى، ولم يتكأ عليها، ومع تطوره لأدواته وتجديده للصورة الشعرية في شعره عمد إلى تحطيم العلاقات المنطقية بين طرفيها، صاهرا إياها في وحدة تتحد بشعوره، متخذا حرية الخيال وتشكيل المجاز تجسيدا للمعاني وتشخيصها والتشبيهات ذات الطبيعة الوجدانية الخيالية صور متكاملة ومتنامية في البناء الشعري.

وعن مرضه وعلاجه في مصر أوضحت بوبشيت، أنه "وثق علاقته في الأدباء والمفكرين، منهم أحمد رامي وصالح جودت، وإقامته في مصر منحته هبات النيل الخيرة الطيبة وازداد ثقافة وفكرا وتفوقت شاعريته وذاع شعره، وعد من أغزر الشعراء السعوديين إنتاجا". وتعددت دواوينه فبلغت 18 ديوانا إلى جانب عدة مجموعات شعرية، حصل على جائزة الدولة في الأدب 1406، ووسامين من التونسي الحبيب بو رقيبة، وحصل على الأسطوانة الذهبية التي توزعها "اليونيسكو" على المتفوقين في دنيا الفن.

وفي مضمون شعر الزمخشري الوطني قالت بوبشيت: "إن الزمخشري رصد التطور الاجتماعي، إضافة إلى الحنين للوطن، حيث يتسم شعره بزخم العواطف وتدفقها، إضافة إلى رقتها وعذوبتها مما يعبر عن إحساسه العميق بالانتماء إلى وطنه، وخص مكة المكرمة في شعره لتميزها عن كل بقاع الأرض بالقداسة والطهارة، وكونها مسقط رأسه".