عشقه الكبير لمكة المكرمة، ورغبته الجامحة في أداء فريضة الحج، كانا الدافع الرئيسي للشاب الهندي عمر آصف الذي لم يتجاوز السابعة والثلاثين للانطلاق عبر دراجته الهوائية من مدينة أوريسا في الساحل الشرقي لخليج البنغال الهندي متجها نحو العاصمة المقدسة.

رحلته لا تستغرق ساعات، بل أياما وشهورا، لكنها ـ كما يرى ـ رحلة العمر التي تستحق من الإنسان أن يضحي بوقته وماله، ويخاطر بحياته للوصول إليها.

قال عمر لصحيفة "تايمز أوف إنديا" إن رغبته في زيارة الأماكن المقدسة كانت دافعه الأهم، فضلا عن وضعه الاقتصادي المتدني الذي يمنعه من شراء تذاكر الطيران التي كانت عائقا منعه من القيام برحلته تلك.

وأضاف أنه وبعد تفكير شعر أن الدراجة الهوائية التي يمتلكها، ستكون المنقذ الأول والأخير له لتنفيذ حلمه، فبدأ رحلته من ساحل الهند الشرقي، وسيمر على عدة بلدان مثل باكستان، وإيران والعراق ليصل إلى المملكة.

في الوقت الحالي عندما يذهب الحجاج إلى المملكة فإن رحلاتهم الجوية لا تتعدى الساعات، وفي بعض البلدان الدقائق، ولكن واصف سيستغرق أسابيع طويلة، وحتى أول من أمس تمكن من إكمال 1300 كم ابتداء من كوتاك، ووصولا إلى ألهاباد، وبعدها سينطلق إلى كانبور، ومنها إلى العاصمة الهندية نيودلهي.

وقال واصف "في العصور القديمة، اعتاد الناس على السفر للحج على ظهور الحيوانات أو على الأقدام، الأمر الذي شكل مشقة لهم، ولكن سعادة لا تقارن تغمرهم بعد الوصول إلى مكة المكرمة.

وأشار إلى أنه يعتقد أن مغامرته تلك ستشكل إلهاما للكثيرين، حيث ستكون مبادرته رسالة للإنسانية للسلام والأخوة، كما يريد أن تكون أيضا كفارة عن الأخطاء والذنوب التي اقترفها.