كتب المدرب الإسباني بينات اسمه بحروف ذهبية في تاريخ نادي الاتحاد، بعد أن قاد فريقه الأول لكرة القدم إلى تحقيق كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال للمرة الثانية في تاريخه، في موسم كان استثنائيا بكل المقاييس.

وتأتي تلك الظروف الاستثنائية بالظهور المتهالك للفريق وتلقيه خسائر أمام جميع الفرق، إلا أن بينات استطاع إعادته منذ تسلم المهمة الفنية خلفاً لابن جلدته راؤول كانيدا، إثر استدعاء الإدارة له من الفريق الأولمبي لقيادة الفريق في مرحلة حاسمة، مسهماً بصناعة توليفة من لاعبي الفريق الأولمبي الذين يعرفهم جيداً ومزجهم بالمتبقين من لاعبي الخبرة، بعد قرار الإدارة استبعاد سبعة لاعبين من أعمدة الفريق دفعة واحدة.

"الوطن" التقت بينات وهو يعيش قمة فرحته بالإنجاز وأجرت معه هذا الحوار:

كيف تصف شعورك وأنت تحصد أولى بطولاتك مع الاتحاد؟

بالتأكيد سعادتي لا توصف بهذا الإنجاز الذي جاء في ظروف غير عادية، إذ إن العمل الجاد وإيمان الجميع بقدرة الأسماء الموجودة في الفريق من عناصر الخبرة واللاعبين الشباب أسهما في ما تحقق وكان المحرك الحقيقي.

ما وصفة تحقيق كأس البطولة؟

أستطيع القول إن ما تحقق جاء نتيجة لعدة عوامل، بداية من العمل الإداري الجاد لمصلحة الفريق، والحب الكبير والنصيحة الصادقة من لاعبي الخبرة لزملائهم اللاعبين الشباب ومساندتهم لهم بدعم لا محدود، وثقة اللاعبين الشباب في أنفسهم وإمكاناتهم العالية، وفوق ذلك المظلة الكبرى للنادي وهي جماهيره التي جعلتنا نشعر ونحن نلعب في مختلف مدن المملكة وملاعبها أننا نلعب بين جماهيرنا وعلى أرضنا، كل ذلك كان له أثر ودور بارز في هذا الإنجاز الثمين.

هل كنت تتوقع أن تقود الفريق خلال هذه الفترة البسيطة إلى تحقيق هذا الإنجاز الكبير؟

كما أسلفت أنا عامل من ضمن عدد من العوامل التي تضافرت لتحقيق البطولة الكبيرة، وعلى الرغم من كافة الصعاب كان لمنظر الجماهير وهي تساندنا وتدعمنا بكل قوة في مباريات الدوري تأثير نفسي علي كمدرب، وكذلك على اللاعبين الذين كانت الخسارة تضعهم في إحراج شديد أمام تلك الجماهير المحبة لهم.

في أي لحظة شعرت أن الأمور قد تصبح أصعب على فريقك أثناء المباراة النهائية؟

من المؤكد أن أي مدرب يظل على أعصابه طيلة المباريات، لأن كرة القدم فيها كثير من المفاجآت التي قد تكون أحيانا سارة وأخرى غير ذلك، وبطبيعة الحال عندما كان الشباب ينجح في تقليص الفارق كان يشكل ذلك ضغطاً كبيراً علينا، ولكن الأمر الإيجابي هو قدرة لاعبي الاتحاد على إحداث ردة فعل سريعة في كل مرة تجاه ذلك والعودة للتسجيل.

ومتى شعرت بارتياح وأن كأس البطولة أصبحت قريبا من رفعها؟

عندما أطلق حكم اللقاء صافرته سمحت لنفسي بإطلاق ما بداخلي من مشاعر فرح وسعادة بهذا الإنجاز.

هناك كثير من الحديث والتكهنات حول مصيرك مع الفريق في الموسم المقبل.. فما الجديد في هذا الموضوع؟

بالتأكيد أنا أتمنى الاستمرار مع النمور لمواسم قادمة، وآمل أن تسير الأمور في هذا الطريق، ولكن قبل كل شيء أتمنى أنه إذا حصل وكتب لي الاستمرار مع الفريق أن أكون مصدر سعادة لكافة محبي الكيان الاتحادي بتحقيق مزيد من البطولات والإنجازات.

من الأمور التي يكثر السؤال عنها وضع اللاعبين الأجانب.. كيف سيكون مستقبلهم مع الفريق؟

أنا حاليا لا أملك الصفة التي أستطيع من خلالها الحديث في هذا الجانب، ولكن بشكل عام من المؤكد أنه في حالة استمراري أو غيره سيكون دائما البحث في الموضوع بكثير من الدقة والحرص لاختيار القرار الأنسب والذي يصب في مصلحة النادي.

كلمة بمناسبة البطولة إلى من توجهها؟

الشكر أولا إلى لاعبي الخبرة الذين تحملوا مسؤوليتهم تجاه زملائهم الصغار توجيها ومساندة، ثم إلى اللاعبين الشباب الذين قدموا كل طاقتهم ومجهودهم لتحقيق هذه البطولة.

وإلى إدارة النادي التي عملت وتحملت كثيراً من أجل توفير الجو المناسب للفريق، وللجهازين الإداري والفني اللذين ساعداني، وقبل كل ذلك الجماهير الاتحادية الكبيرة والوفية والتي كانت بمثابة الوقود المحرك نحو تحقيق هذا الإنجاز بتميزها وروعتها، فقد سمعت عن هذه الجماهير الكثير قبل أن أحضر لتدريب الفريق أثناء فترة المفاوضات، ولكن لم أتوقع أنها تحمل كل هذا الحب والعشق لناديها.


..ويجدد عقده في احتفالات البطولة

بقاء المدرب الإسباني بينات، واستمراره في قيادة الاتحاد الموسم المقبل، كانت المكافأة التي حملتها إدارة النادي إليه، بعدما استطاع أن يقود فريقا فاقد الثقة والعناصر الأجنبية المؤثرة، إلى تحقيق لقب أغلى البطولات السعودية "كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال"، وذلك بعد استدعائه من الفريق الأولمبي خلفا لابن جلدته راؤول كانيدا، الذي تمت إقالته لتراجع نتائج الفريق في دوري زين للمحترفين رغم أنه كان تحت الاختبار، لجاهزية الاتحاديين حينها للتعاقد مع مدرب يحمل اسما تدريبيا كبيرا لقيادة الفريق، حتى في الأوقات التي كان الفريق ينتصر، كانت هناك أصوات بارزة من الإدارة تظهر وتؤكد أن المفاوضات تسير مع عدد من المدربين الكبار لتدريب الفريق في الموسم المقبل، إلا أن الإنجاز الذي حققه الفريق جعل بقاء بينات على رأس الهرم التدريبي بالنادي مطلبا جماهيريا قبل أن يكون حاجة فنية. وينتظر أن يتم توقيع العقد الجديد مع بينات في الحفل الذي سيقيمه النادي بمناسبة تحقيق البطولة قريبا.