وصف النائب السابق للرئيس العراقي طارق الهاشمي، موقف هيئة الأمم المتحدة من الأزمة في بلاده، بـ"المتفرج"، قائلا: إن العراق ينزلق نحو المجهول، وإن الأزمة تتعلق بالتعايش الوطني والأمن المجتمعي. ووصف الحكم الذي أصدرته بحقه إحدى المحاكم في ديسمبر من العام الماضي بالإعدام بتهمة تشكيل ميليشيا مسلحة بأنه "ابتزاز سياسي". وأضاف في بيان :"لا ندري كيف ترضى الأمم المتحدة لنفسها بالإعلان فقط عن وقوع الكارثة وهي تتفرج، وتراهن بنفس الوقت على عملية سياسية ثبت بالدليل والتجربة أنها باتت عقيمة وغير مؤهلة لحل مشاكل العراق المستعصية، كما أن هناك أزمة في الموقف من السيادة الوطنية ومنع التدخل، وكلتا المسألتين تتجاوزان الإمكانات الظاهرة في التوافق عليهما. وهنا لا بد من تدخل المنظمة الأممية، وما عدا ذلك أحلام وسراب". وأشار إلى أن بلاده تمر بظروف بالغة الصعوبة، وهي في أمس الحاجة لمن يقدم وصفة العلاج، بعد تشخيص الداء. ودعا القادة السياسيين إلى التحرك فورا، من أجل وقف المذابح التي تشهدها البلاد. كما طالب بعثة المنظمة الدولية في العراق "يونامي" بأن "تتحلى بالشجاعة وتسمي الأشياء بمسمياتها، وتحدد الجهة التي أوصلت العراق إلى طريق مسدود"، في إشارة إلى حكومة رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي، التي تتهمها تقارير دولية بالمسؤولية عن التدهور الحاصل في مختلف مفاصل الحياة.

ومن جهته أشار المحلل السياسي فوزي الزبيدي في حديث إلى"الوطن" إلى أن الموقف الدولي لا يتوازى مع انسدد الأفق السياسي في الأزمة العراقية، الذي أضحى قابلا للانفجار. وأضاف: "الرؤية الأممية المتخبطة مردها إلى بنية التحالفات الإقليمية وعدم وجود رؤية واضحة في الملف السوري، الذي يعد عامل تأثير مهم في حل الوضع العراقي"، وتوقع الزبيدي استمرار موقف هيئة الأمم المتحدة الذي وصفه بـ"السلبي" في الأزمة العراقية.