في الوقت الذي يجتهد فيه الكثير من التربويين من معلمين ومعلمات، إلى جانب الأسرة في تهيئة الأجواء المناسبة أثناء الاختبارات، إلا أن كثيرا من الطلاب والطالبات يعاني من التفريغ السلوكي النفسي غير الإرادي، الذي يرتبط بطريقة غير مباشرة بمدة الاختبارات وما يصاحبها من قلق وتوتر، يؤديان إلى بعض السلوكيات التي لا تحدث في الأيام العادية.

يشير يحيى صالح إلى السلوك الذي يظهر عليه في هذه الأيام قائلا: أحرص على السهر طوال الليل، رغم افتقادي للتركيز، مع مرور الوقت، مما يترتب عنه ضياع المعلومات التي ركزت عليها فور الدخول إلى قاعة الامتحان.

وتضيف منال العسيري: في فترة الاختبارات أجد نفسي آكل بطريقة هستيرية دون مبرر، ولا ألتزم بالوجبات الرئيسة، بل يتخللها الكثير من الوجبات السريعة وأفرط في تناول الحلويات ظنا مني أن ذلك يساعدني في سهرتي الطويلة مع المذاكرة.

أما إبتسام حسن، فتؤكد أن من طباعها عدم الميول لمشاهدة التلفاز في الأيام العادية، ولكن فور حلول الاختبارات أجد في مشاهدته نوعا من التسلية والترويح النفسي، وتضيف بشرى سعيد اليامي: فترة الاختبارات بالنسبة لي فترة صعبة وأفقد شهيتي للطعام، ولكن النوم يصبح له مذاق آخر عندي، وتخالفها بالقول صديقتها منال القحطاني بقولها: فترة الاختبارات أصاب بقلق وتوتر ولا أستطيع النوم كالعادة رغم توفر الأجواء المناسبة لي بالبيت.

من جهته، أكد الأخصائي والمستشار الأسري صالح عبدالعزيز، بأن ما يصاحب فترة الاختبارات من سلوكيات غير معتادة من الطالب أو الطالبة ما هي إلا عملية هروب نفسي، والمدارس في وقتنا الحالي أصبحت طريقة الاختبارات بشكل مستمر وربما يكون هذا أحد الأسباب إلى التهرب منها عن طريق التفريغ النفسي في الأكل والشرب ومشاهدة التلفاز وهو ما نسميه عملية تطويل وخروج عن المألوف وكأنهم يطالبون وبطريقة غير مباشرة بالخروج عن الضغط النفسي.

وأضاف، كما أن الهروب للنوم يعطي جزءا من الخلوة ليرتاح من التفكير في المذاكرة والاستيعاب، كما أن كثرة محاصرة الأهل بالتشديد له آثاره السلبية على الطالب أو الطالبة، ونجد سلوكيات تطبع بها الكثير من أبنائنا وبناتنا مثل تقطيع الكتب عند الانتهاء من الاختبار والسبب فيها يعود إلى تفريغ الشحنة الداخلية المكبوتة نفسيا.

في المقابل، ذكرت أخصائية العلاج الطبيعي شيماء محسن، أن فترة الاختبارات من أكثر الفترات الصعبة التي تسبب الكثير من التوتر والقلق وبطريقة علمية بحتة ومن خلال الكثير من الأبحاث والدراسات، أن السبب في إفراط الأكل وبعض السلوكيات ليس عضويا ولكنه نفسي لأن الإجهاد والتوتر يحفزان على الإفراط في تناول الطعام، والسبب في ذلك أن المخ ينتج مادة "endocannebinoiods" وهي المواد الكيميائية التي تساعد المخ للتواصل ببعضها البعض وهذه الناقلات العصبية مهمتها نقل الإحساس بالجوع والشبع إلى منطقة "hypothalamus"، وهو الجزء المسؤول عن تنظيم الشهية والتمثيل الغذائي ويرتفع نسبته أثناء الضغط النفسي والتوتر.