حتى تفوز بصفقة رابحة عليك أن تدير المفاوضات جيدا مع السماسرة المنتشرين على امتداد رصيف مقرات إدارة الوافدين ودوريات الجوازات والقنصلية الإندونيسية بحي الرحاب في جدة، الذي أصبح مكانا لتجمع للعمالة المخالفة والهاربين من كفلائهم من أجل البحث عن "نقطة العودة".

رواتب حسب متطلبات العمل وبعده عن مدينة جدة، وأيام الراحة والمميزات التي يقدمها طالب الخدمة، كل ذلك يأتي في لقاء اجتمعت فيه العمالة الباحثة عن التصحيح بالمواطنين الراغبين في "خادمة أو سائق منزلي".

طلبات مبالغ فيها تقدمها العاملات في رحلة تفاوض مباشرة مع الكفيل المنتظر، تبدأ رحلة المفاوضات بالراتب الذي تريد أن تحصل عليه العاملة أجرا لقاء انضمامها للعمل لديه بعد التصحيح، وفيما يبدو وكأنه اتفاق مسبق بين تلك العمالة لم ينخفض الراتب المطلوب عن 1500 ريال شهريا، إضافة إلى يوم الراحة الأسبوعي وشهر الإجازة السنوي.

طلبات أخرى في مجال المفاوضات، شملت ألا يعترض صاحب العمل الجديد على اقتناء العاملة لهاتفها الجوال، ويسمح لها بالخروج في يوم راحتها حيث تريد، وإذا كان العمل خارج مدينة جدة في مكة المكرمة أو الطائف أو محافظات المنطقة المتبقية فإن الراتب يرتفع ليلامس سقف الـ"2000 ريال"، إضافة إلى تكفل صاحب العمل بإيصال العاملة إلى جدة من أجل لقاء أقاربها وقضاء يوم الراحة الأسبوعي معهم، كما شهدت اشتراطات العمالة أن يتكفل صاحب العمالة بالتجديد ونقل الإقامة والتأمين الطبي وكافة الطلبات الأخرى حتى يتم التصحيح.

أما أصحاب العمل فكان التحقيق عن رحلة وجود العاملة في السعودية أهم متطلباتهم، وكذلك البحث عن إجادة العاملة للأشغال المنزلية مثل الطبخ وتربية الحيوانات الأليفة، وإجادة اللغة العربية وغيرها من الطلبات.