وإذا تبطّر صاحب الأبّهة الملياردير بملياراته يحق له (ملياردير)، وإذا اغتر صاحب (الوجاهة) المليونير بملايينه يحق له (مليونير)، لكن إذا (بعزق) صاحب (الدجّة المنتّف) الذي لا يملك إلا راتباً تقاعدياً ولا يدري كيف يوزعه بين الفواتير والبنك والمؤجر فهو فعلا (مفلس غير)؟!

وإذا قلنا إنّ السعودي لا يقف بينه وبين رغباته شيء فليس من فراغ وأيم الله، ورجاء لا يجادلنا أحد بدون حجة وبرهان. وعلى سبيل المثال لا الحصر تأمّلوا هذا الإثبات الذي أنجزه ثلة من (الشيبان) عندما سمعوا عن حملة المسيار السعودي لكفالة ضحايا تسونامي، كيف تدبّروا ثمن الرحلة و قرروا السياحة (مدري السباحة بنص كم). اتفقوا على تقسيط (وانيت) وبيعه (كاش) وتقاسموا القسط الشهري للسيارة كل (شيبوب) لا تتجاوز حصّته ثلاثمئة ريال شهريا (يا بلاش)!

ولو سألت أحدهم: لمَ لم ْ يزوج ابنه؟ لتنهّد الجمرات حتى لتحسبه (تنينا): من وين يا حسرة! وإن جزمت أنه صادق فلست ببعيد عن الواقع، لكنك تبعد كثيرا عن الواقع إذا تصورت أنهم في السنوات القادمة سيتشاركون في تقسيط (وانيت) آخر لتزويج شاب أو لسد دين معسر!

ولو أنّ كاميرا صاحبنا (اللقوقي) رافقتهم في رحلة المسيار بنكهة (الإندومي) لأقسمتم بالله جهد أيمانكم إنهم هوامير شقق باريس مع فارق العملة و لغة المواهب!

ولسان الحال يكاد يفلت ليقول لشلة (الشواكيش): و بعد ما (فلّيت حجاجك أنت وإياه) الآن كيف نقنع المسؤولين بأن الرواتب لا تكفي، وأن الحال بائسة و المعيشة قاسية وأنتم المتقاعدون بربع الراتب قادرون على السفر كل صيف لأقاصي البلاد، و ما يهدره أمثالكم في المطارات والفنادق والسياحة (الربع كم) يعد بالمليارات؟!

ربّما يقولون: إنهم متقاعدون ولن يستفيدوا فهم خارج سياق التغيير والعمر(مقفي)!

إذن ما داموا متقاعدين وأوراق العمر ينتابها اليباس فتصفر وتتساقط لم لا يرشونها بزمزم ويقسّطون لكفالة أيتام أو طباعة مصحف أو تزويج أبنائهم؟!

أرأيتم كيف أنّ هواميرنا و"فواقيرنا" أمة واحدة لكن كل واحد نعرته (على قده)!