في الوقت الذي التزمت فيه إدارة النقل والطرق بمنطقة عسير الصمت حول تعثر مشروع ازدواجية طريق السودة، طالب مواطنون وزارة النقل بالإفصاح عن أسباب تعثر المشروع الذي دخل عامه الثاني دون إنجاز على الرغم من أهميته خلال موسم الصيف إذ يشهد الطريق زحاما كثيفا للوصول إلى المواقع السياحية في السودة.

واستغرب عدد من المواطنين عدم تنفيذ المشروع في موعده المحدد للانتهاء منه والممتد بطول 25 كلم كمرحلة أولى، والذي تمت ترسيته في 26 / 11 /1431 وتسليمه في 26 / 1 /1432 وتوقيع عقده في 16 / 1 /1432، فيما كان من المتوقع الانتهاء منه حسب اللوحة المعروضة على الطريق الثلاثاء الماضي، مما جعلهم يدرجون هذا الطريق ضمن قائمة "أحلامهم" ويطالبون بتدخل عاجل لـ"هيئة" مكافحة الفساد، لمعرفة أسباب تعثر المشروع.

وأوضح المواطن مفرح آل ماطر، أن إدارة النقل في منطقة عسير وضعت لوحة محددا بها موعد تسليم المشروع، وتنفس الأهالي الصعداء، فمن النادر أن يكون هناك بيت يخلو من حادث مؤلم أو إصابة خطيرة جراء طريق السودة، إضافة إلى توقف الطريق بشكل تام خلال فصل الصيف، جراء الأعداد الكبيرة من الزوار الذين يزورون السودة وباقي المتنزهات الممتدة على هذا الطريق على مدار العام، وكذلك الأعداد الكبيرة من السكان القاطنين في المركز.

وأضاف آل ماطر استبشرنا خيرا بأمر واعتماد ازدواجية الطريق وبدأت المعدات تحضر يوما وتغيب أشهرا، ولم نلمس جدية في الأمر نهائيا.

بينما وصف المواطن علي بن سعيد وضع الطريق بـ"المأساوي"، وطالب بتدخل عاجل لهيئة مكافحة الفساد للاطلاع عن كثب على سير المشروع وكيفية تعثره، والنظر إلى أهمية الطريق كونه يربط مركز السودة ذات الكثافة السكانية، ومحافظتي رجال ألمع ومحايل عسير، بالإضافة لكونه طريقا سياحيا يكتظ بالسياح خلال فترة الصيف.

"الوطن" أجرت اتصالا بمدير عام الطرق والنقل في منطقة عسير المهندس علي بن مسفر وتواصلت معه عبر رسائل sms إلا أنه لم يرد.

من جانب آخر، قال رئيس القطاع الجنوبي للشركة السعودية للكهرباء المهندس منصور القحطاني طلبنا الاعتماد والتكاليف الصادرة من النقل، وعلمنا بأن أحد وكلاء وزارة النقل سيزور المنطقة، وطلب مدير إدارة الطرق والنقل منا مقابلتهم، ويبدو أن هناك جدية من الوزارة في إنهاء ذلك. وأضاف: تم العمل على إزالة بعض الشبكات الكهربائية في طريق السودة، ونسقنا مع الطرق وهيؤوا الموقع البديل وأبلغونا أن هذا يمثل أولوية فعملنا معاً وتمت بعض الإزاحات على الطريق.

وأردف قائلا: نحن لا نشترط السداد إطلاقاً لأننا نعرف أن السداد مرتبط بإجراءات مالية ومثل ذلك يؤخر المشروع، لذا فإن ما يهمنا الالتزام بالتقديرات التي تضعها الشركة، مؤكدا على أهمية التخطيط السابق لأي مشروع لأن التخطيط المبكر يختصر أمورا كثيرة لإنجاز أي مشروع.

في المقابل، أوضح الناطق الإعلامي لمرور منطقة عسير المقدم مهندس محمد الشهراني أن طريق السودة طريق حيوي ويشهد كثافة عالية ويرتبط بأشهر المتنزهات على مستوى الخليج بشكل عام وفي الصيف يرتاده كثير من المصطافين لدرجة أنه في الأعوام السابقة أحيانا يكون الطريق مغلقا، إضافة لربطه عددا من المحافظات، علاوة على القرى المتناثرة على كامل الطريق من أبها إلى السودة تشهد كثافة سكانية عالية.

وقال: دأبت إدارة المرور سنوياً على إقامة مركز مروري مختص بطريق السودة فقط ابتداءً من التقاء طريق السودة مع الحزام وانتهاء بالمتنزه والتلفريك وما جاورها من المتنزهات التي افتتحتها الأمانة أخيراً.

وبين الشهراني أن طريق السودة يشهد حوادث على مدار السنة ولكن بشكل أكثر أثناء فترة الصيف، بالإضافة إلى فصل الشتاء وما يواكبه من أمطار وضباب أحياناً تكون عليه حوادث فيها وفيات.

وقال إن آخر خمس سنوات شهدت عددا كبيرا من الحوادث توفي فيها 34 شخصا وبلغ عدد المصابين 194 والذين سلموا منها 53 ولذا فإنه من الضروري جدا ازدواجية هذا الطريق، مشيرا إلى أن الطريق يشهد منحنيات حادة جدا، تكثر فيها الحوادث، لافتا أنه جرت مخاطبة الطرق مرات عديدة، حول الازدواجية أو توسعة مؤقتة وفصل مسارات الحركة حتى لا تحدث اختناقات على الطريق، كما تمت مناقشة ذلك أثناء انعقاد مجالس التنسيق المروري.