في الوقت الذي اشتكى فيه عدد من سكان حي "وعيرة" في المدينة المنورة من ضعف الخدمات البلدية بالحي، أكد المتحدث الرسمي لأمانة منطقة المدينة المنورة المهندس عايد البليهشي، أن الأمانة قامت بإعداد دراسة تطويرية تهذيبية لجميع المناطق العشوائية، تشمل إعداد رفوعات مساحية للعقارات والشوارع القائمة في الطبيعة وربطها مع الشوارع المعتمدة في المخطط الهيكلي.

وقال في رده على استفسارات "الوطن" حول شكوى سكان حي وعيرة: "نفيدكم بأن الأمانة قامت بتكوين لجنة مشرفة على تنفيذ المخططات التطويرية للمناطق العشوائية، التي تتلخص مهامها بوضع البرامج والأولويات الخاصة بعملية تنفيذ التطوير، مع العمل على تذليل جميع العقبات التي تعترض تنفيذ المخططات التطويرية ووضع الآليات اللازمة، وإزالة العقبات في الأجزاء غير المتاحة، وما يخص شكوى سكان حي وعيرة من عدم النظافة في الحي، نود أن ندعو من خلالكم المواطنين والمقيمين كافة بالمدينة المنورة عند ملاحظتهم مخالفات تختص بالنظافة سرعة إبلاغ عمليات الأمانة على الرقم 940، وسيتم مباشرة الحالة من قبل البلدية المختصة وإزالتها".

من جهتهم، أبدى سكان الحي تذمرهم من غياب متابعة الجهات الخدمية للحي وتراكم النفايات، وانعدام الإنارة في الحي الذي يشهد كثافة سكانية وتطورا كبيرة، إذ أجمع عدد منه في حديث إلى"الوطن" على أن الخدمات المتوفرة بالحي صحية وتعليمية يشاركهم فيه الأحياء المجاورة، مما يجعلهم ينتظرون طويلا للحصول على الخدمة، قائلين في شكواهم إن "الحي يعاني الإهمال والنظافة وجميع ما يميز الأحياء الأخرى ينعدم بالحي، حتى إن القطاع الخاص مثل شركة للسيارات تسد طريقا رئيسا بالحي بسياراتها المصدومة وتزاحم المخرج الوحيد للحي".

يقول أحد سكان الحي عمر العمري: "لا يوجد مدخل رئيس للحي ويضطر الأهالي لقطع مسافة طويلة للعودة من أقرب إشارة مرور، وهذا عائد بسبب انعدام التخطيط للحي، وحرمان الحي من مدخل قريب بإشارة مرور أو تحويلة، ليتمكن الأهالي من استخدامها بدل التحايل على الطرق غير المعبدة والسير لمسافات طويلة".

فيما بين وليد عزيز إن جميع الطرق بالحي مصدر قلق بوجود الحفر والمشاريع المتعثرة، التي تبين مدى تضرر الطرقات منها وعدم المهنية بالعمل، إذ أصبحت الحفر بؤرا لتجمع مخلفات المياه والنفايات بعد غسيل المطابخ والمطاعم بالمساء وتجمع للحشرات، حيث سعى عدد من المتبرعين لردمها، خاصة إن بعضها توجد أمام المصليات والمساجد، إضافة لكثرة النفايات بالحي وفقدانه للنظافة ورمي مخلفات البناء على الأراضي البيضاء.

أما عادل الجابري، فأوضح أن شركة سيارات أغلقت أحد الطرق بسيارات الشركة المصدومة، ورغم تذمر المواطنين من رؤية السيارات المصدومة على مخرج الحي لا تبالي الشركة بمشاعر المواطنين لمشاهدتهم شبه يومي مركبات مصدومة، وعليها دماء مصابين أو موتى وتوضع أمام أعيننا وتسد طريقا رئيسا بالحي.

ووافق خالد عويد سابقيه بالقول: "الحي تنقصه الخدمات من ملاعب وحدائق وطرق ممهدة للمشي، فجميع تلك الخدمات يجب أن توفر للمواطنين، إذ إن شباب الحي يقضي أوقات فراغه بالطرقات والشوارع لعدم وجود ما يشغلهم، والجهات المعنية فقط زرعت شجيرات بوسط طريق رئيس بالحي، ومنذ وقتها لم تهذب الأشجار وأصبحت محل قلق لعدم رؤية السائقين من خلفها وتسبب بحوادث دهس للأطفال والسيدات".

في حين قال سيف المطيري: "يحتاج الحي لمسجد آخر غير الموجود حاليا، حيث إن أغلب المواطنين يؤدون الصلاة بالطرق وبحرارة تصل 47 مئوية في صلاة الجمعة والأعياد مع وجود عدد كبير من المساجد بالحي، ولكن لا يسمح لها بأداء صلاة الجمعة والأعياد".

من جهته، أوضح مدير الشؤون الإسلامية والأوقاف بالمدينة الدكتور محمد الخطري، أن سكان الحي لم يتقدموا بشكوى رسمية تفيد بحاجتهم لمسجد، لكن إذا كان لهم رغبة بتوفير مسجد جامع بالحي غير المتوفر حاليا يطلعون الفرع عليه وتطلع لجنة من الشؤون الإسلامية للمسجد لتحديد جواز إقامة صلاة الجمعة فيه أو لا.

وبدوره، أشار المتحدث الرسمي لمرور منطقة المدينة المنورة العقيد عمر النزاوي، إلى أنه شكلت لجنة من مرور المنطقة والأمانة والإمارة لرفع مثل هذه السيارات بعد مخاطبة أصحابها.