جرب أن تكتب كلمة (how) في بحث "يوتيوب"، وانظر ماذا سيحمل لك البحث. ستجد كمَّاً هائلاً من الدروس والتجارب والأفكار: كيف تكتب، كيف تقرأ، كيف تفكر، كيف تتعامل مع الأطفال، كيف تعتني بالزرع، كيف تصنع سُلَّمَاً، كيف تغلف باقة ورد، كيف وكيف وكيف، إلى ما لا نهاية له من الطرق والرسائل التعليمية في الحياة العامة، وهو ما يجعل التعلم الذاتي للناطقين بالإنجليزية، سهلاً وانسيابياً وممتعاً.
"يوتيوب" في المجتمعات الإلكترونية الأخرى مكان للتعليم ونشر الثقافة العامة، ومشاركة التجارب، عبر تسجيل الدروس المبسطة في شتى المجالات، وهم أناس رأوا أنه من واجبهم تجاه المجتمع: تعليمه مايبرعون فيه من مهارات بالمجان ودون مقابل، وهناك قنوات تعليمية متخصصة كثيرة تحت ما يسمى (learning) وهو التعلم، وتركز هذه القنوات على تعليم اللغات والطبخ والرقص وعزف الآلات الموسيقية.
ولو كتبت الكلمة نفسها بالعربية "كيف" في نفس موقع البحث، ستصاب بخيبة أمل، فالموجود لا يخرج عن: كيف تحمل لعبة، أو كيف تهكر موقعاً، وقد تجد مقاطع بائسة بإخراج الباوربوينت العتيق تحمل عناوين فضفاضة، كأن تجد: كيف تسعدين زوجك، أو كيف تحمل المرأة من زوجها.
"يوتيوب" العربي رغم مضي سنوات على وجوده وتأثيره إلا أن تركيزه انصب على جانبي الأخبار والترفيه، وافتقد الدور المهم الذي من المفترض أن يقدمه كوسيلة مرئية قوية التأثير، وهو التعليم والتثقيف، في حين سيطر الترفيه على الحالة بشكل كلي، باستثناء بعض المحاولات التعليمية كبرنامج "فلمها"، وحتى هذا البرنامج لم يأتِ مباشراً وربط تعليم اللغة بالترفيه والأفلام.