أظهرت دراسة سعودية أولية، ارتباط نقص مستوى فيتامين "د" في الدم، بالإصابة بمتلازمة الساقين غير المستقرتين "تململ الساقين"، وتحسن الأعراض بشكـل ملحـوظ بعد علاج النقص بجرعات عالية من فيتامين "د".
وأثبتت الدراسة التي عرضت في المؤتمر السنوي "للأكاديمية الأميركية لطب النوم"، وشارك في إعدادها الأطباء أفنان شكر، وآية بودال، وأحمد السياري، وأيمن كريم تحسن أعراض بعض مرضى "تململ الساقين" أو ما يسمى اختصارا بالاسم العلمي (RLS) بعد تناولهم جرعات تعويضية من فيتامين "د" كعلاج لمشكلات أخرى ترتبط بنقصه كهشاشة العظام وغيرها،
وعلق استشاري أمراض الصدر واضطرابات النوم بجدة، المشرف على مركز اضطرابات النوم بمدينة الملك عبدالعزيز بجدة وأحد المشاركين في الدراسة أيمن بدر كريم قائلا "قمنا بتشخيص 12 مريضا بمتلازمة الساقين غير المستقرتين ممن يعانون أيضا من نقص مستوى فيتامين "د" في الدم (أقل من 50 ميكروجرام/مل) وعلاجهم بجرعات عالية من فيتامين "د" حتى ارتفع مستواه للمعدل الطبيعي، وتسجيل شدة أعراض المتلازمة عن طريق مقياس معتمد ومقارنتها قبل وبعد العلاج بفيتامين "د"، وكانت النتيجة تحسن أعراض المتلازمة بشكل واضح لدى جميع المرضى دون استثناء، واختفاءها تماما لدى بعضهم، بعد ارتفاع مستوى فيتامين "د" في الدم للمعدل الطبيعي، دون الحاجة للعلاج بأي من الأدوية المعروفة لعلاج المتلازمة، كما أكد المرضى لدى مقابلتهم تحسن طبيعة نومهم نتيجة تحسن أو اختفاء أعراض تململ الساقين.
وأوضح الدكتور كريم "أن متلازمة الساقين غير المستقرتين هي إحدى اضطرابات النوم الحركية حيث يشتكي المصابون ومعظمهم من النساء من شعور غريب وغير مريح يصيب كلتا الساقين لدى سكون الجسم، والاستلقاء للنوم بالليل، يؤدي إلى الرغبة الملحة في تحريكهما، مما يعطي بعض الارتياح قصير الأمد، إلا أن هذا الشعور المزعج ما يلبث أن يعود بشكل متكرر، بمجرد استقرار الساقين ومحاولة النوم مرة أخرى، لتنتج المعاناة من الأرق المزمن واضطراب النوم، وزيادة الخمول والنعاس أثناء النهار، إضافة إلى اضطرابات المزاج والقصور الجنسي وغيرها، وهي مرتبطة بعدة عوامل خطرة من ضمنها نقص الحديد في الدم، وقصور وظـائف الكلى، وغيرهمـا.
وبين الدكتور كريم أن أهمية الدراسة العلمية تكمن في أنها تعطي للمرة الأولى دلالة علمية واضحة على دور فيتامين "د" بوصفه أحد عوامل خطر الإصابة بمتلازمة الساقين غير المستقرتين، إضافة إلى أهمية استهدافه كأحد علاجات هذه المتلازمة، حيث لا يزال علاجها يشكل تحديا طبيا كبيرا وبخاصة لدى فئة المرضى الذين لا تستجيب حالاتهم للعلاجات المتوفرة.