نستقبل سنة جديدة نتطلع إليها بكل الآمال أن تكون حافلة بالخير والأمن والسلامة والاستقرار للشعوب العربية والإسلامية.. تتخلص فيها الشعوب مما حاق بها من فتن ومحن ومنغصات.

كفى ما مرّ بها من الاضطرابات وعدم الاستقرار مما مكّن للأعداء مقاصدهم المسيئة.. ومنحتهم الفرصة لتفريق الصفوف وتشتيت الشمل إلا من رحم الله واعتصم بحبله المتين وحافظ على وحدته ولم يدركه ما سُمي خطأً (الربيع العربي)، الذي كان صقيعاً محرقاً أكل الأخضر واليابس وعاث في الأرض الفساد.

عقود طويلة من الزمن عاشتها تلك الشعوب جهالة جهلاء.. أو عيشاً مريراً تحت وطأة الاستعمار والاستبداد.. ثم عقود بعدها حفلت بآفات الفرقة والتشرذم والتحارب فيما بينها للتسابق على الكراسي ومطامع الدنيا مما أنهكها وعرّضها للويل والثبور.

الآن ونحن تستقبل عاماً جديداً.. آن لتلك الشعوب أن تتخلص من أوزارها القديمة.. وتفتح صفحة جديدة من التآخي والتعايش بسلام مع بعضها وتعود إلى تعاليم الدين القويم وتدرك أن الغلو والتشدد والأنانية والتباغض تقود إلى الهلاك والدمار وسوء المصير.

إنها فرصة للجميع كي يعودوا إلى الله عباداً صالحين يعمرون الأرض ويسايرون العالم علماً وابتكارا وتقنية وتطوراً.. ويضعون حداً للدرك الذي وصلوا إليه نتيجة البلادة والتخلف.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.