لا صوت يعلو فوق "الرافعات البرجية"، التي تسارع من وتيرة عملها، للانتهاء من تنفيذ المحطة الرئيسية لقطار الحرمين بجدة، الموجودة بالقرب من المطار القديم في الظهور، حيث بدأت معالمها في الظهور وسط العروس.
ويبدو للمار بجوارها أنها تحث بعضها البعض، على الإسراع في العمل قبل قدوم القطار الكهربائي إليها، مبدية خشيتها أن يصل إلى محطته الرئيسية بجدة ولم يجد الطريق ممهدا إليه لينطلق إلى وجهته.
وبالنسبة للعاملين في الموقع فيشاركونها المشاعر، يعملون بجد واجتهاد، وكأن موعد قدوم القطار لم يتبق عليه إلا سويعات معدودة.
أما جدة فهي متأهبة لاستقبال ضيفها، الذي يعد أحد شرايينها المرورية، منتظرة قدومه من مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، ليخترقها باتجاه الجنوب، مرورا بمحطته في مطار الملك عبدالعزيز الجديد، ووصولا إلى المحطة الرئيسية قرب المطار القديم وسط جدة، ثم يغادرها باتجاه مكة المكرمة، مخترقا أحياء الشرق.
وبينما كشفت وزارة النقل مؤخرا عن أن نسبة الإنجاز في محطة جدة الرئيسية تصل نحو 30%، فإن أحد المشرفين الميدانيين في موقع العمل بها أفاد بأن مشروع القطار السريع في حال اكتماله سيربط بين منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، مرورا بمحافظة جدة بطول 480 كيلو مترا. ولفت إلى أن قطار الحرمين يمتاز بالسرعة العالية، التي تزيد على 300 كيلو متر في الساعة، حيث يقطع المسافة بين مكة المكرمة وجدة في نحو 25 دقيقة، ويقطع المسافة بين المدينة المنورة وجدة في ساعتين. وأضاف أن طول مسار القطار يتضمن خمس محطات ركاب، واحدة في مكة المكرمة، ومحطتان في مدينة جدة في كل من مطار الملك عبدالعزيز الدولي ووسط المدينة، والمحطة الرابعة في المدينة المنورة، ومحطة في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية. وأفاد بأنه جرت ترسية مراحل تنفيذ المشروع، والتي تتضمن مرحلتين، حيث تشتمل المرحلة الأولى على بناء مسار القطار وتجهيزه، في حين تشتمل أعمال المرحلة الثانية على توريد وتركيب القضبان الحديدية وأنظمة الإشارات والاتصالات ونظام كهربة الخطوط وتوريد قطارات الركاب بعدد 35 قطارا ومعدات الصيانة، كما تشمل تشغيل وصيانة المشروع خلال مدة العقد البالغة 12 عاما. وقال: إن الخط سيربط كلا من جدة ومكة المكرمة بخط مزدوج طوله 78 كيلو مترا، في حين يبلغ طول الخط الذي سيربط بين جدة والمدينة المنورة 410 كيلو مترات.