كشفت مصادر سورية مُطلعة لـ"الوطن" أمس أن مطار المزة العسكري الذي استهدف البارحة الأولى في تفجيرٍ ضخم هز ضواحي العاصمة دمشق، يتضمن سجنا سريا يحوي آلاف المعتقلين السوريين، ممن يُصنفهم نظام الرئيس السوري بشار الأسد بأنهم "مُخربون وإرهابيون". ونقلت المصادر عن شهود عيان أن "مركباتٍ مقاربة في الشكل إلى مركبات الرادارات المتنقلة، هاجمت حاجزاً أمنياً قرب المطار، وتمكنت من اقتحامه لتصل بتغطيةٍ مع أحد العناصر المُتعاونين بالتخفي مع الثورة ضد النظام، إلى منطقةٍ تحوي مستودعات ضخمة للذخيرة والعتاد العسكري"، وهي العملية التي تبناها لواء الشام المندرج في إطار القوات العسكرية التي تقاتل قوات النظام وشبيحته.

ويعتبر مطار المزة من أهم المطارات العسكرية بسورية، ويحوي مستودعاتٍ للذخيرة ومقراتٍ للمخابرات الجوية، ويقع بمحاذاة مواقع هامة بينها "قصر تشرين، ومقر الحرس الجمهوري"، وهو ما يجعله ذا أهميةٍ استراتيجيةٍ عن غيره من المطارات العسكرية.

وفي السياق كشفت مصادر "الوطن" بصفوف المعارضة، أن قوات النظام تعمل في عدة مدنٍ على تسليم هويات أعداد كبيرة من المعتقلين السوريين لذويهم، وإبلاغهم بمقتل أبنائهم، دون إعادة جثث القتلى بعد تصفيتهم. وتُصنف قوات النظام من تتم إعادة متعلقاتهم الشخصية لذويهم "دون جثت" بأنهم قادة حراك "عسكري، أو مقاتلون"، وحيناً "إرهابيون"، طبقاً للرواية الرسمية السورية. وتوقعت المصادر لجوء النظام لتصفية المعتقلين للتخلص من التكلفة المادية التي يتطلبها الاعتقال، في وقتٍ تشير فيه تقديرات إلى أن النظام يتحفظ على أكثر من 100 ألف معتقل. سياسياً، أكد الناطق باسم المعارضة وقوى الثورة السورية الدكتور وليد البني لـ"الوطن"، أن حديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن عدم قبول موسكو لإزالة الأسد "عسكرياً" غير مُطمئن، على اعتبار أن النظام في دمشق لا يزال غير مستعد لأي تسويةٍ سياسية من أي نوع. وأضاف "حديث بوتين عن عدم قبول إسقاط الأسد عسكرياً غير مطمئن، ويبعث برسالة تؤكد أن موسكو ليست مستعدة للتخلي عن نظام الأسد، بل لديها إصرار على تمويل النظام عسكرياً، ودعمه سياسياً في آنٍ واحد.

واعتبر البُني "أن نظام دمشق بحاجةٍ إلى مواجهة جدية، إذا كان هناك بقايا تفكير في الحل السياسي، وذلك يكمن في ضرورة النظر في مجابهة موسكو سياسياً، من قبل الإدارة الأميركية، والدول العربية أصدقاء الشعب السوري". وأضاف "المعادلة تكمن في جدية واشنطن وأصدقاء الشعب السوري من الدول العربية على إجبار موسكو على وقف الدعم السياسي والعسكري لنظام بشار الأسد، هذا أمرٌ لا مناص منه، وإلا فالأمور ستذهب لتعقيداتٍ أكبر مما هي عليه حالياً، على حساب دماء الشعب السوري".

من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم الخارجية الروسية أمس أن موسكو لن تسمح بإقامة منطقة حظر جوي فوق سورية، وذلك إثر تقارير أشارت إلى أن الولايات المتحدة تعد لمثل هذا الإجراء.