أظهر بيان قمة مجموعة الدول الثماني أمس، الخلاف بين روسيا والغرب حول سورية، أكثر مما أظهر الاتفاق. إذ دعا لمحادثات سلام في أقرب وقت، دون أن يشير لمصير الأسد.




أعرب قادة مجموعة الثماني أمس عن تأييدهم الشديد للدعوة لعقد محادثات سلام في جنيف لحل الأزمة في سورية "في أقرب وقت ممكن". وفي نهاية القمة التي عقدت في أيرلندا الشمالية، دعا القادة كذلك إلى التوصل إلى اتفاق بشأن حكومة انتقالية سورية "يتم تشكيلها بالموافقة المتبادلة"، مشيرين إلى ضرورة الحفاظ على القوات العسكرية وأجهزة الأمن في أي ترتيب مستقبلي. كما أشار بيان ختامي إلى قلق قادة المجموعة من "الخطر المتنامي للإرهاب والتطرف في سورية"، معبرين أيضا عن أسفهم لأن الطابع "الطائفي" يطغى بصورة أكبر على النزاع.

واعتبر رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر أمس أن البيان الختامي يمثل تحولا حقيقيا في موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، موضحا "لدينا نتيجة مختلفة تماما ونتيجة أفضل كثيرا مما ظننت أننا سنحققه". وكان هاربر قال قبل القمة إنه يخشى أن يكون الاتفاق في مجموعة الثماني صعبا بسبب دعم بوتين لسورية. وأضاف "أعتقد أن ذلك كان تحركا مهما جدا من جانب بوتين والروس."

وفيما لم يشر البيان إلى مصير الأسد، وفقا لرغبة روسيا، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي استضاف القمة، أنه "لا يمكن تصور" أن يلعب الأسد أي دور في أية حكومة انتقالية في سورية. كما قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه من المهم بناء معارضة قوية بسورية يمكنها العمل بعد خروج بشار الأسد من السلطة، إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خالف ذلك، بإعلانه أن روسيا لا تستبعد إرسال شحنات أسلحة جديدة إلى النظام السوري، ومنتقدا الغرب في تسليحه للمعارضة. وأضاف "نحن نرسل الأسلحة إلى حكومة شرعية طبقا لعقود قانونية". وحول السلام في سورية، قال مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية الأخضر الإبراهيمي إنه ما يزال يتعين على الجميع بذل الجهود لعقد المؤتمر الدولي بشأن النزاع السوري المعروف بـ "جنيف 2" الذي لم يحدد موعده بعد. وأعرب في تصريح خلال اجتماع لوسطاء السلام في مدينة لوسبي جنوب شرق النرويج عن اعتقاده أنه ما يزال يتعين بذل جهود كبيرة للتأكد من أنه عندما سيعقد مؤتمر جنيف سيتم الخروج بنتيجة بناءة. كما أعرب عن أمله أن يعقد المؤتمر في أسرع وقت ممكن، لكن ليس قبل أن يصبح ذلك ممكناً.