في دول العالم يعدّ عمل الوقت الجزئي أو ما يسمى بالـ"بارت تايم"، أهم من العمل الرئيس أو الدوام الكامل؛ ذلك لأن الجزئي يغطي المهن الصغيرة والبسيطة، كعمل الفنادق والمطاعم والمقاهي ومحلات البيع بمختلف أنشطتها.

وهو عمل يعد رسميا، ويحدد بساعات معينة، ودخله جيد في بعض الدول، ويصل العمل للساعة الواحدة في بريطانيا مثلا إلى 6 و7 باوند، أي 40 ريالا تقريبا، وهذا يعني أن العمل لساعتين أو ثلاث يوميا في المساء، سيكون طريقة جيدة لرفع الدخل واكتساب خبرة جديدة، مع الاحتفاظ بالعمل الرسمي في الفترة الصباحية، إن وجد.

إذا كانت وزارة العمل فعلا جادة في محاولتها سعودة الوظائف، فتنظيم العمل الجزئي يجب أن يكون من أولوياتها، ويجب أن يفرض على صاحب العمل فتح العمل الجزئي للراغبين فيه، وتحدد له أجور معينة وثابتة، ويجري التسويق له بشكل كبير من قبل الوزارة نفسها، وتشجيع الشباب على الالتحاق به وضمان الحقوق.

أكثر ما يميز العمل الجزئي بالنسبة للموظف السعودي هو اكتساب الخبرات، إذ بإمكانه العمل في عدة مواقع وبمهن مختلفة، وما يميزه بالنسبة لصاحب العمل أنه سيكون أمام خيارات متعددة من العاملين، وسيمكنه من فتح الباب للسعوديين لممارسة مختلف الأعمال، ولو كان عمل الـ"بارت تايم" مفعلا حاليا لن تجد محالا مقفلة وأنشطة متوقفة، كما يحدث اليوم مع انتهاء مهلة التصحيح وهروب العمال المخالفين للأنظمة.