"الجمال" هبة إلهية لجعل هذه الحياة محتملة.. حتى منتجو السّلع القبيحة التي تستخدم للقتل، مثل المسدسات والسيوف والخناجر والمقذوفات، يستعينون بفنانين لتصميمها؛ لتكون "جميلة"، وفي القرآن الكريم: "واهجرهم هجرا جميلا" والهجر قبيح بطبعه، "فصبر جميل".. والصبر مرّ صعب، والمرأة هي "أجمل" ما خلق الله، وأكثره جذبا للحواس السليمة، ولا يغرنّك من يقول إن الجمال نسبي، بل هو صارخ واضح، متّفق عليه كالقمر، ولو عرضت امرأة جميلة في استفتاء على سكان العالم، لأقروا بجمالها إلا بعض المرضى والنساء، وشهادتهن مجروحة!.
لذلك لم يخترع الإنسان الفنون إلا لمحاولة إيجاد معادل موضوعي يعبر عن هذه الفتنة بالكلمة والريشة والصوت والصورة، وتنفيس إعجابه الذي لو بقي في داخل الفنان "لمات"! ومنذ تمكن الإنسان من حبس الظل، هرع المصورون إلى المرأة، إذ إنها أجمل ما يمكن حبسه في "بورتريه"..
وحين عرف الإعلان التجاري استعان بالمرأة منذ: "قل للمليحة في الخمار الأسود.."! وحتى إعلانات المشروبات الغازية بيد "نانسي".. فلا تعرف هل يبيعونك المشروب أم نانسي؟! أهم اللوحات الفنية "موناليزا"! وأشهر الأوبرات "عايدة".. كل قصيدة أنثى، وكل أغنية امرأة.. سوق أدوات التجميل بالترليونات، والجميلات تفتح لهن الحياة أذرعها من أستوديوهات هوليوود إلى وظيفة الاستقبال في أي فندق منزو!
كم جميلة روضت جبارا في التاريخ الإنساني، حب الجمال غريزة لا تقاوم، لذلك يعمل دعاة الأخلاق في العالم إلى إيجاد تشريعات صارمة ضد "تسليع" المرأة في الإعلام.