لست كبيرة في السنِّ، لكنَّني تخطيت مرحلة الانبهار بالخاطب الجديد، ودهشة الحدث، فليس مهماًّ أن أخطر حواسي بذلك الأمر الجلل، على الأقل لكي تقدم قربان اللحظة، وحتى زيارة والدته لم تعد تستثيرني أو تأسرني، فلا يهم إن اختلفت مواصفاتي المسبقة التي ارتضتها لابنها.

لكن ما أدهشني حقاًّ وأبهرني ما سمعته وأنا أتسامر مع صديقاتي "العانسات"، وهنَّ يقارنَّ بين الخاطب في زمننا واليوم، وكيف كانت أمه ـ على أيامنا ـ تصطحبه ليرى البضاعة مرة واحدة فإن "خارجته" قدَّم لها هديَّة بسيطة كعربون أو دفعة على الحساب، لتتفرغ بعدها أُمه للأسئلة، المتوقعة وغير المتوقعة، وعيناها تجهر كل مسامٍ فيها.

أما اليوم فيأتي الخاطب "كاجوال" و"كدش" أحياناً، ورغم ارتباكه، لكنَّه يأتي لوحده ويتولى الأسئلة بنفسه ويسأل البنت: عندك حساب في "تويتر" وكم عدد "الفولورز"، ومَن مِن المشاهير تتابعين؟

الزبدة:

خدعوك فقالوا إنَّ الجواب يتضح من عنوانه، وكل فولة ولها كيال، وليس كل من تابع الدعاة صار ملتزماً، وليس كل من عمل "ريتويت" لـ"جستن بيبر" و"عمرو دياب" يكون منحرفاً.