امتنعت وزارة الخارجية عن تحديد أي موعد زمني مقترح أو مأمول لعقد مؤتمر "جنيف – 2" حول سورية، وذلك بعد عودة وكيلة وزارة الخارجية الأميركية ويندي شيرمان والسفير روبرت فورد إلى واشنطن بعد مفاوضاتهما مع ممثلين عن الحكومة الروسية. وقال المتحدث باسم الخارجية باتريك فانتريل أول من أمس: "لن نربط عقد المؤتمر بأي جدول زمني". ونفى أن يكون ذلك موقفا جديدا على الرغم من أن وزير الخارجية جون كيري اقترح أن يكون المؤتمر في يونيو ثم قال مسؤولو الوزارة إنه يمكن أن يكون في يوليو وأعقبت ذلك تصريحات عن احتمال انعقاده في أغسطس.

غير أن اللافت للنظر أن فانتريل فسر ما حدث في المفاوضات مع الممثلين الروس بقوله: "فيما يقول النظام السوري إنه مستعد للنقاش ولنوع من المفاوضات فإنه لم يكن جادا في فهمه لأن ذلك يعني أن يأتي إلى طاولة الحوار أشخاص يركزون على حماية حقوق كل السوريين ولتأسيس حكومة انتقالية تكون حكومة لكل السوريين". ويعني ذلك أن الخلاف بين موسكو وواشنطن قبل أربعة أشهر حول ما إذا كان بشار الأسد سيبقى خلال التفاوض قد انكمش الآن إلى خلاف حول الهدف من التفاوض من الأصل. ويرى مراقبون "إن كان موقف واشنطن هو التفاوض حول حكومة انتقالية لإقامة نظام يمثل كل السوريين وإن كان هناك خلاف مع موسكو حول ذلك كما يقر الجميع فإن ذلك يعني ضمنا أن الموقف الروسي تصاعد من رفض مغادرة الأسد إلى رفض الحديث عن سلطة انتقالية حتى وإن جرى التفاوض حول تلك السلطة مع وجوده في دمشق".

في غضون ذلك، تواصلت الضغوط في واشنطن على البيت الأبيض لاتخاذ خطوة أكبر تجاه الأزمة في سورية. وقال باحثان بارزان في معهد بروكينجز إن على الإدارة أن تتحرك بسرعة لوقف انزلاق الأزمة إلى مستويات أدنى وأكثر دموية من العنف وربما إلى انتشار الصراع إقليميا ليتحول إلى حرب إقليمية في شرق المتوسط. وذكر الباحث في الشؤون العسكرية مايكل أوهانلون إن الرئيس باراك أوباما لم يتعلم بقدر كاف درس الأزمة الليبية. فبعد أن وافق على دعم محدود للثوار هناك اضطر إلى التوقيع على عملية أكبر بهدف منع هزيمة الثوار وحدوث مذبحة كبيرة في بنغازي. واستخلص أوهانلون من ذلك أن على أوباما أن يجيز خطوة كبيرة ومؤثرة دون إبطاء بدلا من التقدم البطئ نحو النتيجة ذاتها وهو أمر يطيل من أمد الصراع ومن معاناة السوريين.

ومن جهته، قال الباحث مايكل دوران إن دور الولايات المتحدة حتى بعد إعلان أوباما عن دعم المعارضة السورية عسكريا لا يزال غير كاف لإنهاء الصراع على نحو يضمن استقرار سورية في المرحلة التالية. وأوضح "أن على الولايات المتحدة أن تعلب دورا ميدانيا أكبر كثيرا مما يحدث الآن في المواجهات في سورية. عليها أن تساهم في تحديد التحركات العسكرية وفي نقل التجهيزات إلى الوحدات ذات الوزن وفي بناء شبكات الاتصالات والقيادة وأن تضمن تنسيق وحدات المعارضة في ما بينها".