أكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبد الرحمن السديس، أن مشروع توسعة المطاف سيتسع عند اكتماله لـ 105 آلاف طائف في الساعة، فيما كان يتسع قبل البدء بتنفيذ المشروع لقرابة 48 ألف طائف في الساعة، وأصبح حاليا يتسع لـ 22 ألف خلال تنفيذ المشروع، وستنتهي المرحلة الأولى القائمة الآن قبل حلول شهر رمضان المقبل، فيما تنتهي المرحلة الأخيرة في عام 1436.

وقال السديس في تصريح صحفي اليوم السبت، "أنه وبناء على أن العمل في هذا المشروع العملاق لا يزال جاريا على قدم وساق، فقد ترتب على ذلك ضيق مساحة المطاف وازدحام وتكدس الطائفيين، الأمر الذي قد يكون خطراً على أمنهم وسلامتهم وراحتهم وصحتهم، لاسيما وقد تفرع عن هذا المشروع مشروع آخر مهم وهو الجسر المعد لذوي الاحتياجات الخاصة، والذي سيأخذ حيزا كبيرا من المطاف، مما سيؤثر بالضرورة في تقليص عدد الطائفيين.

وأشار السديس إلى أن الضرورة الشرعية والمصلحة العامة المرعية، تقتضي تخفيض نسبة أعداد الحجاج والمعتمرين بشكل مؤقت واستثنائي، حتى يتم الانتهاء من هذه المشروع العظيم، وهو أمر لابد من اتخاذه واللجوء إليه خلال فترة تنفيذ هذا المشروع.

ودعا السديس المسلمين إلى عدم تكرار الحج والعمرة خاصة في هذه الفترة، وإفساح المجال لإخوانهم اللذين لم تتح لهم فرصة أداء المناسك حفاظاً على أرواحهم وسلامتهم، ليؤدوا مناسكهم بشكل ميسر وبسهوله وأمان وراحة واطمئنان.

وأكد السديس أن مشروع التوسعة سيحقق المشروع بعد انتهائه قفزه ونقله نوعيه في مستوى منظومة الخدمات التي تقدمها الدولة للمسجد الحرام وقاصديه الكرام، مشيرا إلى أن معالم المشروع ستتضح بشكلٍ دقيق في الأعوام المقبلةن، ولن يقتصر ذلك على استيعاب مضاعفة أعداد الطائفيين إذا ما اكتملت التوسعة في كافة مراحلها، بل يتجاوز ذلك إلى جودة وتنوع الخدمات التي سيوفرها هذا المشروع، فضلا عن تلبية الفراغات الداخلية ومسارات الطواف لكل المتطلبات الوظيفية والتشغيلية لكافة المستخدمين بما في ذلك كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال منظومة حركة مستقلة ومتكاملة.

من جانبه أكد نائب الرئيس العام لشئون المسجد الحرام الدكتور محمد الخزيم، أن المشروع يهدف إلى التيسير والتسهيل لأداء مناسك الحج والعمرة وسيحدث بعد انتهائه قفزة كبيرة في مستوى الخدمات المقدمة للحجاج والعمار والزوار.

وبين الخزيم أنه ترتب على ذلك وتحقيقا للمصلحة العامة أن يتم مؤقتا تخفيض نسبة أعداد القادمين لأداء المناسك من الداخل والخارج، حتى يتم الانتهاء من أعمال التوسعة والتطوير لمشروع المطاف، وهو أمر ضروري لابد من اللجوء إليه حتى الانتهاء من أعمال المطاف، لأنه يحقق مصلحه عليا للأمة الإسلامية على المدى البعيد، داعيا المسلمين إلى التعاون مع المملكة في ذلك.

ودعا علماء الأمة الإسلامية أن يوضحوا للمسلمين في مختلف مواقعهم، سبب تخفيض نسبة الحجاج والمعتمرين وأن هذا أمر مؤقت، يصب في مصلحة المسلمين من المعتمرين والحجاج ورواد المسجد الحرام.

من جهته أوضح وكيل وزارة الحج الدكتور حاتم قاضي أن قرار تخفيض حجاج الداخل إلى 50 %، وحجاج الخارج إلى 20 %، قرار استثنائي ومؤقت، لما يشهده المسجد الحرام من زحام، من أجل تقديم المزيد من الإمكانيات ولتوفير الراحة والاطمئنان لقاصدي الحرم المكي.

العُمري يُشيد بتوسعة الحرم المكي الشريف

فيما طالب وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المساعد سلمان العُمري الجهات المسؤولة عن تنظيم الحج والعمرة في دول العالم الإسلامي بالتعاون مع المملكة وجهودها المتواصلة لخدمة ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين من خلال ما نفذته ، وتنفذه من مشروعات جبارة وعملاقة للتيسير على وفود الرحمن .

وأوضح أن المأمول من الدول الإسلامية أن تتعاون مع المملكة بتطبيق ما تدعو إليه مصلحة الجميع من تقليص عدد الحجاج والمعتمرين في المدة التي ستستغرقها أعمال التوسعة بسبب الأعمال الجارية وتقلص المساحة المتاحة لاستيعاب الحجاج لمقتضيات التوسعة، مؤكدا أن القرار الذي اتخذته المملكة من تقليص عدد حجاج الداخل والخارج قرار استثنائي ومؤقت بني على أسس فنية وعلمية وهي أن الأعمال الجارية تقلل من مساحة الحرم ومساحة المسعى أثناء سير أعمال التوسعة، كما بني القرار على أسس شرعية.

وتجمع التوسعة الكبرى للمسجد الحرام التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مؤخراً، بين المتطلبات الوظيفية من حيث زيادة الطاقة الاستيعابية، ووفرة وتنوع ورقي الخدمات، إضافة إلى التميز في النواحي الجمالية والتشغيلية.

وتعد أضخم توسعة في تاريخ الحرمين الشريفين، ضمن جهود الدولة منذ تأسيسها واهتمامها بكل ما من شأنه توفير الأجواء الروحانية للمعتمرين وضيوف الرحمن، وتظل توسعة المطاف الحالية أبرز المشروعات في توسعة المسجد بشكلٍ عام وأكثرها تحدٍ، لاسيما وهي من الأجزاء التي لا تخلو من الطائفين على مدى 24 ساعة.