لم يكن تأهل الأخضر إلى نهائيات أمم آسيا 2015 مجرد فوز وتأهل عابر، بل إيذاناً بعودة روح الكرة السعودية، وجواز عبورها لوضعها الطبيعي.

كان كل شيء في إستاد الأمير محمد بن فهد يتحدث عن "منتخب الوطن"، حضور جماهيري غير مسبوق وتكاتف إعلامي قل أن يوجد في وقتنا الحالي، وقتال للاعبين داخل أرضية الملعب، وقلوب واقفة في المنصة، وملايين تتسمر خلف شاشات التلفزيون.. لم تجتمع كل هذه العناصر مع بعضها البعض بهذا الشكل منذ 1994، ففي كل مناسبة كان هناك حلقة مفقودة، ودائماً ما تكون مضرة بسمعة الوطن وتقود لسقوط الكرة السعودية.

وتبقى دموع "أبي رضا ـ أحمد عيد" الأغلى لأنها نبعت من عشق مواطن بسيط يدير الكرة السعودية إلى بر الأمان بعد السقوط المتوالي لها منذ نكسة مونديال 2002.

لم نشاهد بعد مباراة العراق طوابير العسكر داخل الملعب أو عبارة ممنوع الاقتراب أو ضاعف المكافأة.. شاهدنا "عناقاً حاراً وشماغاً وعقالاً سقطا على الأرض، ودموع فرح يعتصرها ألم السنين واختلاطا للأفرح بين الجماهير وأعضاء الاتحاد واللاعبين والإعلاميين، وفوق ذلك بساطة في الحديث لوسائل الإعلام دون أي تكلف أو تصنع.

هذا الجو العائلي الذي صنعه اتحاد القدم بقيادة "أحمد عيد" كان من الطبيعي أن يقابله أكثر من 20 ألف متفرج بالوفاء مرددين (عيد..عيد..عيد) في منظر غاب عن أسماعنا وقلوبنا منذ عقدين من الزمن.

لم يتبق كثير من المساحة، لكننا نقدم الشكر لرجل حمل على عاتقه آمال وآلام الكرة السعودية، حملها بدماثة خلق وديمقراطية في صناعة القرار.. وبسنين الخبرة والعلم والمعرفة.

شكرا "أبا رضا" فعلى نياتكم ترزقون!!