لم تكشف أمسية "بصرية" نظمها نادي أبها الأدبي مساء أول من أمس، عن "الحس السينمائي" لعدد من مبدعي منطقة عسير فقط، بل أضاءت كذلك على "الهم الاجتماعي والثقافي"، الذي يحمله هؤلاء الشباب. وأثارت الأمسية التي جاءت تحت عنوان: "إبداعات بصرية" وأدارها الكاتب علي فايع، الكثير من التساؤلات حول التقنية الفنية التي صورت بها 3 أفلام قصيرة هي: "أين غابتي؟" و"هوامش لم تقرأ" و"سمايل"، حيث وصفها البعض بـ"العالية"، كذلك دار جدل بين بعض الحاضرين، حول زوايا "التلقي" فالبعض نظر لها بأنها رسائل مباشرة تناقش قضايا البيئة وهموم الناس، كما في فيلمي "أين غابتي" و"هوامش لم تقرأ"، وآخرون اعتبروها أعمق من ذلك بكثير، فهؤلاء نظروا لها بأنها "تناقش قضايا الهوية، وضياع ذاكرة المكان" وخصوصا فيلم "أين غابتي؟".

وكانت صالة المحاضرات بأدبي أبها استضافت عرضا لهذه الأفلام، أعقبتها إضاءة على كل عمل من قبل الفريق الذي قام عليه، وتعليقات من قبل الحاضرين، ففيلم "أين غابتي" لسلطان العسكري، وسعيد عليان، عده عدد من المتداخلين عملا فنيا "مهما جدا"، يكشف الخطر الذي خلفته بعض المشاريع على البيئة الخضراء بمنطقة عسير، واستدلوا على ذلك بحال البطل الوحيد للفيلم وهو "العصفور"، الذي يبحث عن غابته التي اختفت بفعل تشويه الإنسان لها، أما الصنف الآخر من الحضور فذهب إلى أن مثل هذه الإبداعات هي نصوص "إبداعية عميقة قد لا تقرأ الآن". أما فيلم (هوامش لم تقرأ) الذي كتبه عبدالرحمن عسيري، عن فكرة محمد السريعي، وإخراج محمد الراوي، فرآه البعض "صورة وثائقية حية لا تحتاج إلى نص مكتوب"، حيث كان محوره الرئيس معاناة أهالي بعض القرى التهامية في منطقة عسير من تدني الخدمات. بينما ذهب آخرون إلى انتقاد "الابتسامات المصنوعة" في فيلم "سمايل" وهو من إخراج فراس شحبي، وفكرة ماجد التيهاني، وتصوير عبدالوهاب الألمعي، أسامة السلمي، وحسين فايع، واعتبروا أن خلو الفيلم من "ابتسامة سعودية" كان مخلا بالعمل، حيث تعمد فريق العمل على ابتسامات من شخصيات خارج الوطن. ورد على هذه الملاحظات بعض فرق الأعمال الثلاثة "بأننا نتقبل الاقتراحات وسنعمل ما نريد، لكنهم أكدوا أن مداخلات الجمهور "فتحت لنا آفاقا جديدة". بدروهم، كشف فريق عمل "سمايل" بأنهم لم يستطيعوا تنفيذ هذا الفيلم محليا، والذي يدعو إلى الابتسامة باعتبارها رسالة سلام بين الأمم والشعوب بسبب "سخرية الآخرين بهم"، خاصة عندما يطلبون منهم الابتسامة وتصويرها، لكن سفرهم إلى مدينة "دبي" أتاح لهم بأن يلتقوا بأكثر من جنسية يتم تصوير ابتساماتهم.