لايبدو من الحكمة الحديث المبكر عن حظوظ وتمايز فرق دون غيرها في دوري زين السعودي للمحترفين، حتى وإن كان هناك إجماع على أن الفوارق الفنية الكبيرة تكاد تتلاشى، أو تتوارى، بحيث لايعود بالإمكان أن نتحدث عن مفاجآت طالما أن كل النتائج قابلة للحدوث.

في الموسم الماضي شهدنا فريقاً يهزم منافسه بسباعية، وتابعنا آخر يهزم نده بخماسية، واليوم يبدو فارق الهدفين بالكاد ممكن الوصول، لكن هذا لايعني أن المستويات تماثلت، فثمة فوارق كبيرة لم تتح لها الفرصة بعد لتتكرس، وهي تتعلق حتماً بموضوع الخبرة، والجاهزية، وتوفر البدلاء.

مع انطلاقة المسابقة استفادت بعض الفرق من الحماسة وغموض التحضير البعيد عن الأضواء ومن جملة تعاقدات مع لاعبين بلا تجارب سابقة في المنطقة، فحققت نتائج وصفت بأنها مدوية أو مفاجئة، ومنها ما فعله قطبا القصيم التعاون والرائد، لكن استمرار القطبين في حصاد النقاط وتحقيق النتائج حتى على حساب الكبار سيكون أكثر صعوبة في المراحل المقبلة، لأن هذين القطبين سيكونان تحت الأنظار، ولن يكون بإمكانهما التمتع بميزة الأوراق المجهولة، وهو ما بدا أن مدرب الرائد البرازيلي لوتشيو قد تنبه له مبكراً فحذر من الاحتفاء المبالغ به بنتائج الفريق وانتصاراته، وطالب بعدم المبالغة بمدح اللاعبين حتى يحافظوا على تركيزهم، وحتى لاتقود أي نتيجة سلبية إلى مفعول عكسي سلبي سيكون تخطيه أمراً بالغ الصعوبة.

وتبدو رؤية مدرب الرائد منطقية، فنتيجتين إيجابيتين في بداية المشوار لهما أهميتهما على مستوى الدفع الإيجابي، وعلى مستوى تعزيز الثقة وتخفيف الضغوط، لكن المشوار ما يزال طويلاً، وما زالت هناك فرق قادرة على النهوض من كبوات البداية، وهناك فرق تؤمن أن الجد بدأ، وأنه لامجال للتفريط بأي نقطة، لأن الفوارق التي ستحسم اللقب لن تصل إلى نحو 11 نقطة كما حدث في الموسم الماضي لمصلحة الهلال على حساب وصيفه الاتحاد وبقية ركب المقدمة.

ومن المؤكد أن العودة بعد فترة التوقف الأولى التي ستشهدها المسابقة بعد ختام جولتها الرابعة قد تغير كثيراً من الملامح، حيث ستعطي الفرق فرصة لالتقاط الأنفاس، ومعالجة الأخطاء بهدوء لم يؤمنه توالي المباريات تباعاً دون توقف، مع ما يستلزمه هذا التوالي المتقارب من سفر وعودة وراحة واستعداد.