وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، كلمة إلى شعب المملكة والأشقاء المسلمين في كل بقاع الأرض بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

وفيما يلي نص الكلمة التي تشرف بإلقائها وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة:

"بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله القائل في محكم التنزيل (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان).

والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا الذي بعث برسالة الرحمة للعالمين نبينا وسيدنا محمد بن عبدالله القائل (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أبنائي وبناتي وإخواني وأخواتي في المملكة، أشقاءنا المسلمين في كل بقاع الأرض.

أهنئكم بشهر رمضان المبارك، شهر الخير والبركة شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، شهر استنهاض الهمم نحو قيم الإسلام الرفيعة ومعانيه السامية التي بعث الله بها نبي الرأفة والرحمة والخلق العظيم، حيث يقول عليه الصلاة والسلام (إنما بعثت لأتتم مكارم الأخلاق).


إيمانا واحتسابا

لا نحتاج هنا بأن نذكركم بفضائل هذا الشهر الكريم، فالنفوس المسلمة المؤمنة تدرك ببصيرتها قبل بصائرها المعاني الخالدة لكل من سعى ـ إيماناً واحتساباً ـ للفوز برضا الرحمن ورحمته وعفوه.


محبة وتسامح

لقد علمتنا رسالة الإسلام، واستقينا من منهج رعيل الأمة وسلفها المبارك أن الإسلام هو دين المحبة والصفح والتسامح، ورسالة للبناء والسلام، ومنهج للحوار لا الانطواء والانهزام، وإسهام فاعل وفق شراكة تقوم على مبادئ التكافؤ، لتعزيز معاني الحضارة الإنسانية العليا، ولتعزيز مجتمع المبادئ الإنسانية وفق قوله تعالى (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي)، فهذا هو المحك الذي تقوم عليه الرسالة الإسلامية، وهي تثق بقيمها التي تستقر في القلوب المؤمنة طوعاً لا كرهاً، ومن ثمرات هذا المعنى الرفيع قول الحق سبحانه (ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين).


ممارسات مكشوفة

إن المملكة التي شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين وأكرمها بذلك لن تسمح أبداً بأن يستغل الدين لباساً يتوارى خلفه المتطرفون والعابثون والطامحون لمصالحهم الخاصة، متنطعين ومغالين ومسيئين لصورة الإسلام العظيمة بممارساتهم المكشوفة وتأويلاتهم المرفوضة، ونبراسنا في ذلك قول الحق تعالى (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)، وسنبقى ـ بحول المولى وقوته ـ إلى يوم الدين حامين لحمى الإسلام، مرشدين إلى هديه الكريم على بصيرة من الله، نتابع السير على منهجنا الوسطي المعتدل، مستشعرين مسؤوليتنا ورسالتنا تجاه عالمنا الإسلامي والإنسانية أجمع.


لا تنازعوا فتفشلوا

لقد علمنا شرعنا الحنيف في نصوصه الصريحة ومقاصده العظيمة أن الإسلام يرفض الفرقة باسم تيار هنا وآخر هناك، وأحزاب مثلها تسير في غياهب ظلمتها، تحسب في غمرة الفتنة أنها على شيء وإنما ضلت سواء السبيل، مدركين ـ في هذا كله ـ عالمية الإسلام وسعة مظلته بعيداً عن الأسماء المستعارة والمصطلحات والأوصاف المحدثة التي تسعى بظلالها في اختزال هذا العنوان العريض في جبين تاريخنا الإنساني إلى هذه المعاني الضيقة والسبل المتشتتة، وقد قال الله تعالى (هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا)، والمملكة بذلك تعلن أنها لن تقبل إطلاقاً وفي أي حال من الأحوال أن يخرج أحد في بلادنا ممتطياً أو منتمياً لأحزاب ما أنزل الله بها من سلطان، لا تقود إلا للنزاع والفشل مصداقاً لقوله سبحانه (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).

أسأل الله أن يقينا شر كل خارج عن جادة الحق إلى سبل الضلال من كل مؤدلج في فكره مفتون في منهجه لم يسلم من شره أرض ولا حرث ولا نسل.

وهو المسؤول سبحانه أن يهدينا سواء السبيل وأن يلهمنا رشدنا وصوابنا ويدلنا على خير أمرنا، ويعيننا على مناجزة كل من خرج عن صوابه وآذى عباده، كما نتضرع إلى الله - سبحانه وتعالى - أن يرفع الغمة عن أشقائنا من شعب سورية الشقيقة، داعين المجتمع الدولي ألا يقدم حساباته السياسية على حساباته الأخلاقية، ومن يفعل ذلك فسيذكر له التاريخ بأنه شارك في قتل الأبرياء وانتهاك الحرمات.

هذا والله نسأل أن يحفظنا بحفظه، وأن يمدنا بعزم لا تردد معه، وقوة لا ضعف معها، إنه هو المولى ونعم النصير.


"القيادة" تهنئ العالم الإسلامي بـ"رمضان"


هنأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، إخوانهما ملوك وأمراء ورؤساء وقادة الدول الإسلامية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، متوجهين إلى العلي القدير أن يتقبل من الجميع صالح الأعمال، وأن يعيد هذه المناسبة الكريمة على الأمة الإسلامية بالعزة والتمكين.

كما تلقى خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، عدداً من برقيات التهنئة بمناسبة حلول شهر رمضان من عدد من ملوك ورؤساء وأمراء الدول الإسلامية، وقد أجيبوا من مقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد ببرقيات شكر جوابية، مقدرين لهم ما أعربوا عنه من تمنيات طيبة، سائلين المولى - عز وجل - أن يتقبل من الجميع صيامهـم وقيامهم.. إنه سميع مجيب.

إلى ذلك، تلقى الملك عبدالله بن عبدالعزيز اتصالات هاتفيه أمس، من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، وملك المملكة المغربية الملك محمد السادس، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، هنّؤوه خلاله بحلول شهر رمضان المبارك. وقد أعرب خادم الحرمين الشريفين عن شكره على مشاعرهم الأخوية الصادقة، سائلاً الله تعالى أن يعيد هذه المناسبة عليهم وعلى شعبي قطر والمغرب الشقيقين والأمتين الإسلامية والعربية بالخير والبركات والرخاء.

كما تلقى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، اتصالين هاتفيين أمس من أمير قطر، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات الفريق أول الشيخ محمد بن زايد، هنآه خلالهما بحلول شهر رمضان المبارك. وأعرب ولي العهد عن شكره وتقديره لهما، وبادلهما التهنئة، سائلاً المولى عز وجل أن يعيده على الجميع بالخير والمسرات.

كما بعث النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ببرقيات تهنئة بحلول شهر رمضان المبارك إلى قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، داعياً الله أن يعيد هذه المناسبة المباركة على الجميع وهم يتمتعون بالصحة والعافية، وأن يعيدها على الأمتين الإسلامية والعربية بالخير واليمن والبركات.