يظل جامع السقا بطريق السودة في منطقة عسير من المساجد التأريخية، إذ يمتد عمره لقرابة 170 عاماً. ووفقاً لعبدالله العسيري، من أهالي قرية السقا، فإن سكان القرية حرصوا على الإبقاء على المسجد بهويته القديمة المتمثلة في الجدران الحجرية والأسقف الخشبية والنوافذ، ولكن مع ترميمها وتطويرها، وسط معلومات تؤكد أن بناء المسجد تم في عام 1260.

ولفت العسيري إلى أن الأشياء الجميلة التي تلفت الانتباه في المسجد هي أماكن الوضوء القديمة الملحقة بفناء المسجد، إذ تم تصميمها على شكل دوائر، ويأتي المصلي ويجلب الماء من بركة الماء الموجودة في الفناء بواسطة "الدلو"، ومن ثم يصب الماء في المكان المخصص لها تمهيدا للوضوء، في حين أن هناك موقعا خاصا قد يستخدمه المصلون للاستحمام في موقع يحفظ خصوصيتهم. وأشار العسيري إلى أن من المواقع الهامة والقديمة في المسجد موقع المؤذن الخارجي، والمتمثل في سلم من عدة درجات، ومنصة صغيرة في آخره، يصعد إليه المؤذن لرفع الآذان بهدف إيصال الصوت إلى أكبر قدر من الأهالي في ظل عدم توفر مكبرات الصوت في قديم الزمان. وأضاف العسيري: أنه مع قدم المسجد إلا أن الصلاة تؤدى فيه، وجرت توسعته، وصيانته دون المساس بأساسياته القديمة، حتى إن هناك مصاحف قديمة جديدة، ولاسيما تلك المغلفة بالقماش الأبيض والتي توضع عادة للمحافظة عليه. ومن داخل المسجد قال العسيري: تم الإبقاء على الأعمدة الخشبية التي تسند السقف، والمحراب القديم، وأماكن وضع المصاحف، والعلاقات الخشبية التي توضع عليها مصابيح الإنار القديمة، وسط إعجاب المصلين والزوار بهوية المسجد القديمة وروحانية العبادة فيه.