أدت شكوك موظفات محلات المستلزمات النسائية حول مستقبل عملهن، إلى اتخاذ بعضهن حلولاً سريعة تمثلت في استثمار رواتبهن في عدة مجالات تجارية، بهدف تعزيز فرص نجاحهن في مواجهة تكاليف الأسرة ومصاريفها، وضمان وجود مورد مالي ودخل ثابتين. فيما نصح خبير اقتصادي الموظفات بالخوض في الاستثمار التجاري والإسهام مباشرة في الناتج المحلي.
وترى أم خالد أن وظائف تأنيث المستلزمات ساعدت السيدات على تحمل كلفة مصاريف أبنائهن، وأنها باتت قادرة على مساعدة زوجها بدلاً من أن تثقل عليه بالمصاريف اليومية هي وأبناؤها، فيما تقول مريم وهي مطلقة إن عملها في هذا المجال جعلها قادرة على تسديد ديونها التي تسببت في طلاقها مسبقا، مبينة أنها خصصت مبلغا من مرتبها للدخول في مشروع استثماري تحسباً لأي تغيرات مستقبلية.
وأيدت تماضر الدوسري ما ذهبت إليه مريم، وزادت بأنها كانت تعتمد على الضمان الاجتماعي وما يصرف لها منه، لكنها بعد أن توظفت في محل لمستحضرات التجميل أخذت قرضا تضامنيا مع أخيها واشتريا منزلا يسكنانه. فيما اتخذت "تهاني" - العاملة في محل للملابس النسائية الداخلية خطوة مماثلة، إذ اقترضت على مرتبها من شركة للتقسيط واشترت شقة لها بهدف استثماري، وتطمح الموظفة "مها" في أن تستقر أسرتها ماديا، وتقول إنها قبل أن تتوظف هي واختاها في محلات التأنيث كان دخل والدهم لا يتجاوز 5 آلاف ريال، في حين فاق دخل أسرتها اليوم 20 ألف ريالا.
وقالت الدوسري إن الاستثمار يأتي في إطار تحوطي لأي طارئ، بحيث تضمن مصدر رزق تستطيع الاعتماد عليه.
الخبير الاقتصادي فضل البوعينين، يقول إن قرار تأنيث بيع المسلتزمات النسائية ساعد المرأة في أن تعتمد على ذاتها فيما يتعلق بمتطلبات الحياة، وأن لا تقوم فقط بمساندة نفسها بل حتى أسرتها وأبنائها ووالديها. وبين أن توظيف النساء يدعم الاقتصاد ويوفر الحلول الناجعة لمواجهة الأزمات التي يعاني منها الاقتصاد كالبطالة على سبيل المثال، داعياً كل موظف أو موظفة يعمل في القطاع الاقتصادي إلى الإسهام مباشرة في الناتج المحلي.
ويضيف أن نسبة البطالة لا تقتصر على الرجال فقط بل تضم النساء بين هذه النسبة، بل إن نسبة النساء تعد الأكبر، وهي المشكلة التي يجب أن يتنبه لها الاقتصاد السعودي والحكومة بالمساهمة في خلق مزيد من الوظائف المناسبة للنساء، خاصة في بعض القطاعات الصناعية التي يمكن أن تكون مناسبة لهن كالصناعات الإلكترونية أو خطوط الإنتاج بشكل عام، على أن تدار من قبل النساء فقط دون تدخل الرجال أسوة بخطوط الإنتاج التي أثبتت نجاحها في الصين.
ويرى البوعينين أنه في حال طبقت في المملكة التجارب الرائدة في توظيف النساء في إدارة خطوط إنتاج متكاملة في مجالات عديدة منها الأدوية والأنسجة وغيرها، ستوفر بذلك وظائف كثيرة للنساء السعوديات بشرط أن تكون متوافقة مع ضوابط الشريعة الإسلامية. داعياً السيدات إلى خوض الاستثمار التجاري بشرط أن يكن على دراية تامة بما يقدمن عليه، من خلال الدراسة الجيدة بالمشروع والإدارة وعدم الوثوق في الآخرين أيا كانوا، على أن تكون هناك مباشرة حقيقية لاستثماراتهن من قبلهن بما يضمن النتائج الجيدة لهذه الاستثمارات دون أي تدخلات خارجية.