عززت السلطات اليمنية من التدابير الأمنية المشددة المفروضة على السفارة الأميركية بصنعاء ومحيطها بالتزامن مع فرض تدابير مماثلة على مقار العديد من الممثليات الدبلوماسية الغربية في كل من العاصمة وعدن في إجراءات ترافقت مع تصاعد المخاوف من احتمالات شن تنظيم القاعدة لهجمات انتقامية عقب مصرع نائب زعيم التنظيم السعودي سعيد الشهري.

وشددت السلطات الأمنية من الإجراءات المفروضة على المنشآت الاقتصادية والأمنية في العديد من المدن الرئيسة، بخاصة الحدودية تحسبا لاحتمالات استهدافها من قبل مسلحي تنظيم القاعدة، كما عززت من تدابير الحماية المرافقة لتحركات السفراء والدبلوماسيين الغربيين في محاولة للتخفيف من حدة المخاوف المتصاعدة في الأوساط الدبلوماسية الغربية، والتي دفعت العديد من الممثليات الدبلوماسية إلى اتخاذ تدابير ذات طابع وقائي من قبيل استحداث إجراءات مراجعة للتدابير الأمنية الداخلية في مقارها، والحد من التحركات الميدانية لموظفيها داخل العاصمة وإصدار بيانات تحذيرية تضمنت نصائح لرعاياها المقيمين في اليمن بمغادرتها وللوافدين إلى البلاد بتجنب السفر إلى اليمن في الوقت الراهن.

وأثارت التدابير الوقائية التي اتخذتها بعض الممثليات الدبلوماسية الغربية والدولية كالسفارة الأميركية بصنعاء والأمم المتحدة استياء الحكومة اليمنية، واعتبر مصدر حكومي مسؤول في تصريحات لـ"الوطن" هذه التدابير الوقائية بأنها "تنطوي على الكثير من المبالغة"، مشيرا إلى أن السلطات اليمنية بادرت إلى فرض إجراءات حماية أمنية كافية لمنع أي هجمات محتملة. وتشهد صنعاء والعديد من المدن اليمنية تجددا لافتا لأجواء الانفلات الأمني التي ترافقت مع عودة ظاهرة الاغتيالات والاختطافات القسرية للأجانب واستحداث القطاعات القبلية المسلحة في عدد من الطرق الرئيسة التي تربط العاصمة بمدن أخرى كمأرب وذمار.

وبادرت السلطات الأمنية إلى إغلاق بعض الأماكن العامة في العاصمة كسوق الرشيد المخصص لبيع القات الكائن بحي "الحصبة"، عقب مصرع ستة أشخاص برصاص أطلقها مسلحون، فيما شوهدت مجاميع قبلية مسلحة تجوب بعض الشوارع الفرعية في ذات الحي المتاخم لمقر وزارة الداخلية في مشهد أثار مخاوف من عودة المظاهر المسلحة.