بينما يتجه الناس في شهر رمضان للعبادة والصلاة وتوثيق العلاقات الاجتماعية بالزيارات العائلية وصلة الأرحام، تجبر الظروف المعيشية القاسية بعض النساء على جعل شهر رمضان موسما للعمل والكدح، طلبا للرزق وبدلا من مد يد الحاجة للناس، وذلك من خلال إعداد الوجبات الشعبية التي تلقى إقبالا من قبل أهالي نجران في الشهر الكريم.

"الوطن" التقت بعض الكادحات اللاتي تحدثن عن ظروفهن المعيشية ولماذا يفضلن العمل في شهر رمضان؟. وقالت أم محمد": أقوم بصناعة خبز التنور الشعبي بجميع أنواعه، وفي شهر رمضان يزداد الإقبال على شرائه، وأستطيع جمع مبلغ أكبر من المال"، مشيرة إلى أن مهنة إعداد الخبز مصدر رزقها ووسيلة لكسب لقمة العيش لها ولبناتها.

وتروي أم محمد برنامج عملها في رمضان قائلة: أستيقظ أنا وبناتي باكرا لإعداد العجين اللازم للخبز وتكون مكونات العجين على حسب الطلب ثم نتركه فتره ليتخمر، بعدها أقوم بخبزه وتجهيزه كي يتم بعد ذلك تسلمه وهو حار في الوقت المحدد وبالكمية المطلوبة.

وأشارت شريفة الهمامي إلى أنها تتولى إعداد بعض الأكلات الشعبية والمعجنات والمحاشي بمختلف أنواعها خلال شهر رمضان، الذي يعتبر موسما حافلا بالعمل وتكثر خلاله الطلبات خاصة على أصناف الحلويات والمعجنات المختلفة، وقالت: "أنهض من الصباح الباكر لأقوم بإعدادها وتجهيزها وإيصالها للمنازل في الوقت المحدد لها".

وأوضحت هند محمد "منسقة حفلات"، أنها منذ فترة غير قصيرة امتهنت التصميم والتجهيز للحفلات والمناسبات في ظل عدم توفر وظيفة لها، وأن شهر رمضان يعتبر فترة التجهيز مسبقاً للمناسبات والحفلات التي تقام خلال فترة العيد، وقالت: "يستغرق مني هذا العمل ساعات طويلة ما بين ابتكار تصاميم على الإنترنت ووضعها بشكلها النهائي بطريقة فنية، إلى جانب تغليف الهدايا والحلويات الخاصة بتلك المناسبات بطريقة ترضي عميلاتي".

من جهتها، أكدت مشرفة الشؤون الاجتماعية بمنطقة نجران رفعة بالحارث أن استقبال مثل هذه الحالات ضمن برنامج الأسر المنتجة فيه نوع من التعاون والتكاتف الاجتماعي، وقالت: الاهتمام بهذه النماذج المشرفة للنساء الكادحات في رمضان فيه تسليط للضوء على الحرف اليدوية وتشجيعها من خلال الدعم المعنوي لهن وتأمين المكان المناسب ضمن برنامج معد من مركز التنمية الاجتماعية بالمنطقة.