بعد مرحلة معينة من العطاء والنجومية يجد الفنان نفسه في مفترق طرق، ومنعطف مهم في حياته الفنية، حيث يحتاج إلى أن يتخذ قرارات مفصلية، فيضطر إلى تغيير مساره الفني وهذا التغيير إما أن ينقله نقلة نوعية أخرى تضمن له مواصلة التألق في مشواره الفني أو يهدم تاريخه الفني بتلك النقلة.

ويحق للفنان عبدالله السدحان، أن يبكي على أطلال المسلسل الشهير "طاش ما طاش"، الذي حقق نجوميته من خلاله، فقبل نحو عامين تقريبا وعندما أعلن ناصر القصبي، إيقاف "طاش ما طاش" اعترضه السدحان، وظهر الاثنان في برنامج مباشر وكان القصبي يتحدث بلغة الواثق عن أهمية إيقاف البرنامج، الذي لازم المشاهد لأكثر من 20 عاما، بينما كان السدحان مرعوبا من "المرحلة القادمة" التي سيجد نفسه فيها بعيدا عن القصبي و"طاش ما طاش".

توقف "طاش ما طاش" كما أراد القصبي، وكانت تلك مرحلة مفصلية في حياة النجمين، فالقصبي الذي اتخذ قرار الإيقاف بكل ثقة وشجاعة زادت نجوميته، وظهر في برامج عدة ومسلسلات خلال العامين الماضيين، أثبتت أن نجاحه ليس مرهونا "بطاش ما طاش"، وكان آخرها مسلسل "أبو الملايين" الذي يشارك فيه النجم عبدالحسين عبدالرضا، ويعرض حاليا على قناة "MBC" ويحظى بنسبة مشاهدة كبيرة.

أما السدحان الذي كان متخوفا من المرحلة الانتقالية في حياته الفنية ومفارقة القصبي، فأجزم أنه دفع ثمن العيش في جلباب "طاش ما طاش"، فلم يقدم خلال الفترة الماضية التي تلت توقف "طاش ما طاش" أي عمل فني يضيف إلى تاريخه الفني. في مسلسل "طالع نازل" الذي عرض في رمضان الماضي، وفي مسلسل "هذا حنا" الذي يعرض حاليا جاءت مشاركة الفنان عبدالله السدحان باهتة وغير مرضية، بل إن السدحان الذي كان نجما إلى جانب القصبي على مدى 20 عاما فقد نجوميته وجاءت المرحلة الانتقالية في حياته الفنية بنتائج عكسية كما كان متخوفا منها.

كثير من الفنانين السعوديين أمثال الفنان فايز المالكي، وفهد الحيان، قدموا أنفسهم للجمهور من خلال برامج "طاش ما طاش" وغادروه وقدموا أنفسهم بشكل أفضل من خلال برامج أخرى ساهمت في توهج نجوميتهم التي لم تتوقف عند "طاش ما طاش"، وذلك على العكس مما فعل الفنان عبدالله السدحان، الذي قدم كل ما لديه في مسلسل واحد استمر لنحو 20 عاما، وحصر نجوميته في عدد من الشخصيات التي لم يستطع أن يقدم غيرها في الأعمال الفنية الأخرى التي جاءت بعد "طاش ما طاش".