خبر قناة العربية عن تحرير مراسلها "بكر عطياني" الذي اختطف العام الماضي في الفلبين من قبل جماعة مسلحة كان إعلانا مبهجا بحق من زوايا مختلفة؛ فالدين يرفض العنف وقتل النفس التي حرم الله، ومن الناحية المهنية لا حاجة لنا إلى الصحافة إذا كان الاختلاف نهايته الترويع وإلغاء الآخر، كما أن عودة بكر عطياني إلى أهله تعني استمرار قيمة الحياة عندهم.

اللافت في هذه القضية حالة الصمت التي سادت خلال الأشهر الماضية دون تفاصيل حول آخر التطورات بشأن تحريره، أو حتى التفاوض، ولكن وبعد الإعلان عن إطلاق سراحه الذي تضمن حجم الجهود الدبلوماسية العربية والدولية والمناشدات المختلفة من الهيئات الدينية تبين لماذا الصمت؟ كان هناك عمل في الخفاء وأثمر.

القنوات التلفزيونية ممثلة في نشراتها الإخبارية هي انعكاس للواقع السياسي والاقتصادي والرياضي وغيره من المجالات المرتبطة مباشرة بحياة واهتمامات الجمهور، ولهذا تعمد القنوات إلى قراءة التفاصيل بطرق مختلفة تميزها عن الأخريات، فمن تلك التغطيات الذهاب إلى الأماكن المضطربة كالحروب عبر مراسلين يجيدون أداء المهمة.

لتلك المهمات يخرج الصحفي من بيت أهله مودعا وفي ساحة الحرب يقبع في الجبهة أمام الأعداء، وعادة ما يكون مع أحد طرفي الحرب، بمعنى أن حياته مهددة في النهاية من أجل صورة ورصد حي ينقله لمن هم خلف الشاشة في منازلهم بين الأهل والأصحاب، لكن أسوأ المفاجآت أن ترى القائم بالتغطية سواء كان زميلا أو قريبا وهو يتعرض للأذى.

لا شك أن اختطاف الصحفيين هو تعبير عن عدم الرضا عن الوسيلة الإعلامية وتوجهاتها بتسجيل الموقف، وفي أحايين أخرى كثيرة تأتي الاختطافات لأهداف مادية بحتة، ولكن في ظل هذا العبث الإنساني الرخيص ما الذي يمكن قوله لطلاب الإعلام الطامحين للوصول إلى مثلك تلك المهمات الصحفية الميدانية؟